لماذا لم يفُت الأوان بعد لبدء حياة مهنية جديدة؟

  • 2/21/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ذهبت مؤخراً إلى إحدى الفعاليات التي أقامها مدرب إدارة الأعمال الخاص بي. حملت تلك الفعالية عنوان "كن أنت التغيير". وتناولت أفكاراً مختلفة عن الكيفية التي يُمكن من خلالها بدء نشاط تجاري جديد أو السبل والأدوات التي يُمكن من خلالها تطوير أعمالك التي تديرها بالفعل. كنت متفاجئة وغمرتني السعادة عندما وجدت أن أكثر من نصف الحضور كانت أعمارهم أكبر من والدي. غالباً ما ينتابني شعور بالضيق عندما أسمع بعض الأشخاص يقولون إن كبار السن لا يستطيعون فعل هذا أو ذاك، مثل العودة إلى الدراسة أو تغيير حياتهم المهنية، وما إلى ذلك؛ إذ يُعد ذلك مجرد عذر ليس لـه أساس موضوعي. أطلق تشارلز رانليت فلينت، مؤسس شركة IBM، الشركةَ عندما كان يبلغ من العمر 61 عاماً، بل لم تعرف الشركة باسم آي بي إم حتى صار عُمره 74 عاماً! كما شارك برنارد ماركوس في تأسيس شركة Home Depot عندما كان عُمره 50 عاماً. وقد بدأ بيل بيتر شركة E*Trade عندما كان عُمره 54 عاماً، وقد تخطت أعمار مؤسسي McDonald وكوكا كولا ومطاعم كنتاكي الـ 50 عاماً عندما شرعوا في إنشاء أعمالهم. في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، وضعت شارمين جيلبرياث وهي فيزيائية متقاعدة ومهندسة تبلغ من العُمر 65 عاماً، نصب عينيها هدفاً جديداً في حياتها المهنية، وهو أن تصبح مُصممة رسوم مُتحركة ثلاثية الأبعاد. بينما يقضي العديد من أقرانها أوقاتهم يستمتعون بلعب الغولف أو يتسكعون على الشاطئ، عاودت الدراسة مرة أُخرى ووضعت مُخططاً لخطوتها التالية؛ لتصبح سيدة أعمال ناجحة وطموحة. قالت شارمين: "آمل أن أبدأ عملي الخاص. ذلك العمل الذي أستطيع فيه الدمج بين مهارتي التي اكتسبتها خلال عملي لسنوات طويلة في مجال الهندسة مع الرسوم المتحركة؛ إذ إن التطبيقات في ذلك المجال كثيرة، وهناك طلب كبير في السوق عليها". التحقت شارمين بالفعل بمدرسة الرسوم المتحركة الرقمية والمؤثرات البصرية Digital Animation & Visual Effects School، في خلفية استوديوهات يونيفرسال باركس أند ريزورتس Universal Studios في هوليوود (أليس هـذا رائعاً؟!) وأضافت: "أحب أن أتعلم وأحب مواجهة التحديات المُثيرة. وعلى الرغم من أنه يُمكنني أن أتمدد على كرسي في الحديقة، وآخذُ الأمور بسهولة. ولكنني لا أقوم بفعل أي عمل جيد بمجرد الجلوس وعدم فعل شيء ورؤيتي لحياتي وهي تمر دون السعي وراء أهداف جديدة". أنا أؤمن بشدة أنه لم يفُت الأوان بعد لبدء حياة مهنية جديدة، فلقد التحقت بمدرسة لتدريس الصحافة مع أمل أن أستطيع العودة بعد ذلك إلى مدينة كولومبوس، عاصمة ولاية أوهايو، للعمل كمراسلة تلفزيونية ومذيعة نشرة أخبار. وعلى الرغم من عدم تمكني من العودة إلى كولومبوس أبداً، استطعت الوصول إلى سوق أكبر من الأعمال. وبعد قضاء بضع سنوات في ذلك العمل، تركته وبدأت حياة مهنية جديدة. ثم بدأت في إدارة عملي الخاص. الأشياء تتغير بغض النظر عن الظروف الخاصة المحيطة بك مثل: الأسرة، والصحة، والموقع، وما إلى ذلك، فعندما تتغير الأشياء، قد تتغير كذلك أفكارك وطموحاتك وأهدافك نحو حياة مهنية جديدة. أنت تتغير عندما بدأت العمل في التلفاز، لم أكن أدرك مدى قسوة، وجموح، ومشقة العمل في ذلك المجال. وبعد أن رُزقت بطفلين، كنت بحاجة إلى تغيير؛ لأنني بحاجة إلى جدول زمني يتمتع بالمرونة وبإمكانية التكيف مع احتياجاتي كأم، فأصبحت أهدافي مختلفة وما أردت تحقيقه لم يتفق مع ما عرضته على مهنتي الحالية. الفرص تتغير يُمكن لأي شخص اليوم أن يصبح رجل أعمال ويفعل ما يحلو له، إذا وضع الجهد اللازم في ذلك العمل، إلا إنه ليس من السهل فعل ذلك. ولكن عليك أن تدرك أنك إذا كنت تستطيع فعل أي شيء آخر، ينبغي عليك مواجهة التحدي والقيام به. كما أنه في الوقت الراهن أصبح كل شيء في متناول أيدينا نتيجة للتطور الهائل في التقنيات الحديثة، وقد منحنا ذلك فرصاً لا حصر لها لتحقيق أهدافنا وسعينا لبدء حياة مهنية جديدة. تقول شارمين: "لدينا جميعاً أحلام وتطلعات لم تتحقق. ولقد وقعت في الحب مع الرسوم المتحركة منذ أن رأيت لأول مرة الصورة ثلاثية الأبعاد للأميرة ليا (شخصية خيالية في عالم حرب النجوم) منذ عقود. وقد أُتيحت لي الفرصة الآن لتحقيق هذا الحلم. ولا أرى أي سبب يمنعني من القيام بذلك لمجرد أن عُمري قد تجاوز الـ60 عاماً وتقاعدت عن العمل". - هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية لـ "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط . ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :