تطرق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها أمام البرلمان الثلاثاء، إلى ضرورة بحث مسألة تجريم الزنا، معللا ذلك بأن "وضع المجتمع اختلف فيما يتعلق بالقيم الأخلاقية". وكانت تلك المسألة قد أثارت حنق العلمانيين والاتحاد الأوروبي منذ أكثر من عشر سنوات، باعتبارها تضييقا على الحريات الشخصية. قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يتعين على بلاده بحث من جديد تجريم الزنا ليتطرق بذلك إلى قضية أثارت الحنق في أوساط الأتراك العلمانيين وأدت إلى تحذيرات من الاتحاد الأوروبي عندما طرح حزبه الأمر قبل أكثر من عشر سنوات. وقال أردوغان للصحفيين بعد كلمة في البرلمان أمس الثلاثاء "أرى أن الوقت مناسب جدا لمناقشة قضية الزنا مجددا لأن وضع مجتمعنا اختلف فيما يتعلق بالقيم الأخلاقية". وأضاف "إنها قضية قديمة للغاية وواسعة النطاق. ينبغي مناقشتها. كانت بالفعل ضمن اقتراحاتنا القانونية (عام 2004). واتخذنا في ذلك الوقت خطوة بما يتوافق مع مطالب الاتحاد الأوروبي لكننا أخطأنا". وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم ذو الجذور الإسلامية قد أثار هذه النقطة في عام 2004 بعد وصوله إلى السلطة وفي إطار تجديد واسع للقانون الجنائي التركي. لكن رد فعل المعارضة العلمانية التركية كان قويا كما قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن الاقتراح قد يعرض جهود تركيا للانضمام إلى الاتحاد للخطر. ولا تزال تركيا من الناحية النظرية مرشحة لنيل عضوية الاتحاد لكن محادثات انضمامها قد جمدت في أعقاب حملة اعتقالات واسعة النطاق أعقبت محاولة انقلاب في البلاد عام 2016. وفي المقابل غضب أردوغان من تعطيل الاتحاد الأوروبي مساعي بلاده كما هدد الرئيس التركي بالانسحاب من المحادثات. ويسلط اعتبار أردوغان أنه كان من الخطأ تطبيق تركيا لمعايير الاتحاد الأوروبي، الضوء على الشقاق المتزايد بين أنقرة والتكتل، وقد لا ينبئ بالخير لقمة مقبلة مع الاتحاد الأوروبي في آذار/مارس. ولم يعد الزنا تهمة بالنسبة للنساء بتركيا في أواخر تسعينيات القرن الماضي. والزنا ليس تهمة بالنسبة للرجال في تركيا منذ وقت طويل. ويتهم منتقدون أردوغان بسحق الحريات الديمقراطية نظرا لاعتقال عشرات الآلاف وشن حملة على الإعلام منذ الانقلاب الفاشل. وتحدث الرئيس التركي من قبل عن رغبته في تنشئة "جيل متدين". فرانس 24/ رويترز نشرت في : 21/02/2018
مشاركة :