أكد المشاركون في اللقاء التعريفي المفتوح حول مبادرة زراعة 2 مليون شجرة بالأحساء، على ضرورة مشاركة مختلف فئات ومؤسسات المجتمع المحلي وتعزيز التفاعل الإيجابي والشراكة المجتمعية مع المبادرة، لأهميتها الوطنية ودورها الكبير المٌرتقب في وقف تدهور الغطاء النباتي الطبيعي، والحد من زحف الرمال والتلوث البيئي بالأحساء. جاء ذلك في سياق اللقاء الذي نظمته لجنة التنمية الزراعية بغرفة الأحساء مؤخرًا، بمشاركة م. خالد الحسيني مدير عام مديرية الزراعة بالأحساء، م. عبدالعزيز الرشود مساعد مدير عام المؤسسة العامة للري للعمليات، م. إبراهيم اليحيى مدير متنزه الأحساء الوطني، م. حسين السلمان مدير قسم الإرشاد المائي بالمؤسسة العامة للري، بحضور م. صادق الرمضان رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة والدكتور إبراهيم آل الشيخ مبارك نائب أمين عام الغرفة بالإضافة إلى مسؤولين وتنفيذيين وأعضاء اللجنة ورجال أعمال وإعلاميين بالأحساء. وفي مستهل اللقاء التي أدارها المهندس عدنان العفالق عضو لجنة التنمية الزراعية بالغرفة، أكد المهندس خالد الحسيني مدير عام مديرية الزراعة بالأحساء على الشراكة المتميزة التي تجمع أطراف المبادرة، مبينًا أنها بيئية في الأصل، لذلك تقع ضمن مسؤولية وكالة الوزارة للشؤون البيئية التي تشرف على ملف التغيرات المناخية وحماية أراضي المتنزهات، والغابات، والمراعي في المملكة، مبينًا أنه جرى استزراع أشجار محلية مقاومة للملوحة وتتحمل الظروف البيئية المختلفة الملائمة لواحة الأحساء إلى جانب قلة استهلاكها للمياه، مثل: الأثل، والسدر، والبيرسيوس، والطلح الملحي وغيرها وهو ما يسهم في مكافحة التصحر وزيادة الغطاء النباتي والمحافظة على البيئة. وأوضح المهندس عبدالعزيز الرشود المدير المساعد للعمليات في المؤسسة العامة للري أن مبادرة زراعة وتشجير 2 مليون شجرة في الأحساء تأتي ضمن مبادرة وزارة البيئة والمياه والزراعة لزراعة 10 ملايين شجرة ضمن برنامج التحول الوطني 2020 على مستوى المملكة، والذي يهدف إلى تنمية مُستدامة للغابات والمراعي وتأهيل وإعادة الغطاء النباتي، بما لا يرهق مخزون المياه الجوفية. وبيّن الرشود أن البرنامج الزمني للمبادرة هو 4 سنوات، بمعدل 500 ألف شجرة في العام، موضحًا أنها تضم 3 برامج رئيسة، هي: انشاء وتشجير غابة “جواثا” في منتزه الأحساء الوطني، عن طريق استخدام المياه غير التقليدية وتقنيات الري الحديثة، واستزراع أنواع محلية تلاءم طبيعة أجواء الواحة وتقاوم الملوحة والتصحر وزحف الرمال وكذلك زراعة جوانب الطرق السريعة وذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارة النقل بالإضافة إلى زراعة مرافق المؤسسة العامة للري والجهات الأخرى. ومن جهته أوضح المهندس إبراهيم اليحيى مدير متنزه الأحساء الوطني أن المنتزه الذي تم إنشاؤه منذ عام 1962، أي قبل أكثر من 55 عامًا، بمسمى مشروع حجز الرمال، يقع شمال شرق واحة الأحساء، وتبلغ مساحته أكثر من 40 مليون متر مربع، منها اقل من ١٠% فقط مزروعة، مبينًا أنه يهدف للحد من تدهور الغطاء النباتي والطبيعي ومقاومة التصحر وزحف الرمال وذلك من خلال المصدات الدفاعية، من بينها المصد الدفاعي الأول (الرئيسي) بطول من ١٣ كلم وبعرض يتراوح بين ٢٥٠-٧٥٠ متر. وأشار اليحيى إلى أن المبادرة تدعم المتنزه في تحقيق هدفه الرئيسي وهو حماية الأحساء من خطر الانطمار بالرمال الزاحفة، مبينًا أن المتنزه ساهم في انقاذ وحماية أكثر من 20 قرية كانت مهددة بالزحف الرملي وكذلك زيادة الرقعة الزراعية والقضاء على المستنقعات التي كانت تهدد الصحة العامة مؤكدًا تركيز المتنزه على زراعة أصناف عدة من الأشجار الحرجية التي لا تستهلك المياه مثل اشجار (الاثل، السدر، الكازورينا، النيم، المورينغا) وغيرها، لافتًا إلى أن معدل زحف الرمال بالمتنزه يصل إلى 10 أمتار سنويًا. من جانبه قال المهندس حسين السلمان مدير قسم الإرشاد المائي بالمؤسسة العامة للري أن مبادرة زراعة وتشجير 2 مليون شجرة في الأحساء ستستخدم المياه غير التقليدية وتضم مياه الصرف الزراعي ومياه الصرف المعالجة ثلاثيًا وكذلك تقنيات الري الحديثة، مثل الري بالتنقيط، مشيرًا إلى أن المبادرة ستراعي زراعة أنواع محلية تلاءم طبيعة أجواء الواحة وتقاوم الزحف والتصحر بما يحافظ على البيئة واستدامة الرقعة الزراعية بالواحة، لافتًا إلى أنه تم تمديد الخطوط الرئيسية وشبه الرئيسية لنقل المياه المعالجة لري الأشجار بأراضي المبادرة. وأكد المهندس صادق الرمضان رئيس لجنة التنمية الزراعية بالغرفة في مداخلة له أن هذه المبادرة ستعمل على تعزيز مفهوم المدن الزراعية وتحقيق استدامة الزراعة في واحة الأحساء، مؤكدًا حرص اللجنة ورجال الأعمال على المساهمة في مواجهة التحديات التي تواجهها، داعيًا مختلف فئات المجتمع من متطوعين ومهتمين بالزراعة والتشجير إلى المشاركة في هذه المبادرة الوطنية، مشيرًا إلى أن غابة “جواثا” يمكن أن تصبح وجهة سياحية جديدة في الأحساء والمنطقة. وفي ختام الندوة أكد عدد من الحضور والمشاركين من خلال مداخلاتهم ومقترحاتهم على أهمية الشراكة المجتمعية في تنفيذ المبادرة وضرورة النظر في اقتصاديات المبادرة ودراسة جدوى تضمين الأشجار التي لا تستهلك كميات كبيرة من المياه من المثمرة والنخيل ضمن أشجار المبادرة، ثم جرى تكريم المتحدثين بدروع الغرفة التكريمية.
مشاركة :