فيلم بلاك بانثر يتحول إلى ظاهرة ثقافية داخل الولايات المتحدة وخارجها

  • 2/21/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحول الفيلم الأمريكي "بلاك بانثر" الذي يتمحور حول بطل خارق أسود، إلى ظاهرة ثقافية داخل الولايات المتحدة وخارجها، بعد تصدره شباك التذاكر في أمريكا الشمالية وتمكنه من تحقيق إيرادات فاقت التوقعات. ويأمل المهتمون بالسينما عبر العالم في أن يساهم في تغيير نظرة صناع السينما تجاه الأبطال ذوي البشرة السمراء وإقناع الإستوديوهات أن بإمكانها تحقيق أرباح بالمراهنة على مشاريع لا يكون أبطالها بالضرورة من البيض. إلى جانب العائدات القياسية المتوقعة في شباك التذاكر، تحول فيلم "بلاك بانثر" إلى ظاهرة ثقافية في الولايات المتحدة وخارجها حتى، لأنه يتمحور حول بطل خارق أسود للمرة الأولى. فالفيلم الثامن عشر من عالم "مارفل" التي تقتبس قصصها المصورة حول أبطال خارقين أفلاما سينمائية تصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية عند بدء عرضه في عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة. و"بلاك بانثر" هو أول بطل خارق يخصص له فيلم بمفرده في سلسلة أفلام "مارفل" المربحة جدا. وقد أخرج الفيلم السينمائي الأسود راين كوغلر صاحب أفلام مثل "كريد"، وضم فريقا من الممثلين السود المعروفين في هوليوود مثل لوبيتا نيونغو الحائزة جائزةأوسكاروأنجيلا باسيت وتشادويك بوزمان وفوريست ويتيكر ودانييل كالويا... وكان الفيلم وهو الأخير من انتاج استوديوهات "مارفل" أحد فروع مجموعة "ديزني" قد تغلب على إنتاجات ضخمة مثل "هاغنر غيمز" و"بيوتي أند ذي بيست" في مبيعات البطاقات المسبقة. إيرادات تفوق التوقعات وحصد هذا الفيلم الذي لقي استحسانا كبيرا لدى النقاد، إيرادات مؤقتة قدرها 192 مليون دولار متخطيا بفارق كبير التوقعات الكبيرة أصلا للمراهنين الذين كانوا يتوقعون حصوله على حوالى 170 مليون دولار. وخلال عطلة نهاية الأسبوع المطولة التي تشمل الإثنين الذي تحتفل فيه الولايات المتحدة بيوم الرؤساء، من المتوقع أن تصل إيرادات هذا الفيلم إلى 218,2 مليون دولار ليحطم الرقم القياسي السابق خلال عطلة ليوم الرؤساء الذي حققه فيلم "ديدبول" في 2016 مع 152,1 مليون دولار. ويقول بول ديغارابديان من شركة "كومسكور" المتخصصة بشباك التذاكر "إنها قصة ذات جاذب عالمي وهي راسخة جدا في الوقت ذاته في الثقافة الأمريكية السوداء". ظاهرة قد تغير من كيفية ظهور الممثلين السود على الشاشة لكن إلى جانب قيمته التجارية والضجة التي أثارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قد يشكل الفيلم منعطفا لكيفية إظهار السود على الشاشة وحجم الفنانين غير البيض في هوليوود. والدليل على ذلك احتلال تشادويك بوزمان غلاف مجلة "تايم" مع عنوان "قدرة ’بلاك بانثر‘ الثورية". وقال الممثل البالغ 41 عاما ردا على أسئلة عبر "تويتر" قبل أسبوع ، "لقد شاركنا من كل قلبنا إلا أن ردة فعل الناس حتى قبل مشاهدته غير مسبوقة. هذا أمر لا يصدق". ويؤدي بوزمان الذي مثل في أفلام مثل "مارشال" و"غيت أون آب" و"غودز أوف إيجبت" دور تشالا الملقب "بلاك بانثر" ملك أمة "واكاندا" المتخيلة، وهي الحضارة الأكثر تقدما في عالم "مارفل". ويؤكد الممثل وكاتب السيناريو والمخرج الأمريكي الأسود أحمد بيست بحماسة "لقد قرأت القصص المصورة في صغري وشبابي، وكنت أعشق بلاك بانثر وكنت انتظر هذا الفيلم منذ فترة طويلة". ويضيف الممثل الذي لعب دور جار جار بينكس في "ستار وورز"، "لم يكن هناك الكثير من الأبطال الخارقين الذين يشبهونني عندما كنت طفلا" وكان بلاك بانثر "شخصية مركزية في عالم مارفل. فهو زعيم أغنى دولة مع روحانية كبيرة جدا وتواصل قوي مع أجداده وهو أمر أساسي في الثقافة الأفريقية". وتتعارض صورة واكاندا مع الأفكار النمطية بأن أفريقيا ضحية ومنكوبة من خلال تخيل بلد غني لم يخضع يوما للاستعمار ويستقبل اللاجئين من دول أفقر. حماسة كبيرة في القارة السمراء ويقارن أحمد بيست بين تأثير بلاك بانثر في مخيلة الشباب السود بتأثير رئاسة باراك أوباما موضحا " بفضله يقول الأطفال السود في العالم ’نحن قادرون على القيام بذلك لأنه تمكن من ذلك‘". وقد أثار الفيلم منذ بدء عرضه في العالم ولا سيما أفريقيا حماسة كبيرة وشعورا بأن هوليوود قد سدت فراغا من خلاله. ويؤكد أحمد بيست "ثمة فكرة منتشرة بأن الأفلام حول السود لا تدر عائدات وهذا غير صحيح". وتوقع خبراء عدة أن يكون تأثير الفيلم على التنوع شبيها بتأثير فيلم "ووندر ومان" على قضية النساء أي إقناع الإستوديوهات أن بإمكانها تحقيق الأرباح إن هي راهنت على مشاريع لا تكون موجهة فقط إلى البيض.   فرانس 24/ أ ف ب نشرت في : 21/02/2018

مشاركة :