سعيد النقبي: رافقت والدي في تسويق التمور بالجمال

  • 2/22/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الفجيرة: «الخليج» عاش سعيد عبد الله محمد سالمين النقبي، حياة قاسية في طفولته وشبابه، حيث عمل في الزراعة وبالتجارة، وسافر في بداية الستينات إلى السعودية للعمل هناك. وبعد قيام الاتحاد عاد لبلاده للمساهمة في بناء الوطن حيث التحق بالقوات المسلحة وبعدها عمل في وزارة الكهرباء والمياه. يقول النقبي: أنا من مواليد 1948 في منطقة دفتا القديمة الواقعة بين أحضان الجبال العالية ونشأت في بيت مبنيّ من الحجارة والطين وسعف النخيل، وكانت الحياة مملوءة بالمتاعب نظراً لظروف الحياة الجبلية الصعبة، ولعدم وجود مصادر رزق، ونظراً لأن والدي رحمه الله كان مطوّعاً وخطيباً بمنطقة دفتا، كان يقوم بمعالجة المرضى بقراءة القرآن الكريم، من هنا نشأت في أسرة تحب العلم والقراءة، ومنذ نعومة أظفاري حفظت بعض أجزاء من القران الكريم، وتعلمت من والدي عاداتنا وتقاليدنا والصبر والقدرة على السعي وراء الرزق، إذ عملت في زراعة المحاصيل وتربية المواشي والتجارة في أسواق دبي والشارقة كما مارست العديد من المهن التي كانت متوفرة في ذلك الوقت.ويضيف النقبي: كانت حياتنا قاسية وكانت منازل الأهالي متقاربة مع بعضها البعض والكل يجتمع أمام المسجد الوحيد في المنطقة في ذلك الوقت، وكنا نعتمد في حياتنا على الزراعة بأنواعها خصوصاً زراعة حبوب البر «القمح» والتي اشتهرت دفتا لأنها كانت غنية بالمياه العذبة واشتغل معظم الأهالي بمهنة الزراعة، كما اعتمدنا على تربية المواشي، وجمع العسل البري حيث كانت تنتشر خلايا النحل بكثرة في جبال دفتا، إلى جانب ممارستنا القنص لكثرة الوعول الجبلية وانتشار الغزال العربي والطيور البرية، وكنت أتقن مهنة القنص بدرجة كبيرة، كما اعتمدت في حياتي من خلال مرافقتي لوالدي وإخواني على تسويق التمور والمنتجات الزراعية والمنتجات الحيوانية والحطب والعسل في أسواق الشارقة ودبي ويبيعها لشراء احتياجات الأهالي، وكانت الرحلة تتم بواسطة الجمال أو الحمير المحملة بالتمور والمنتجات الزراعية، وعندما كنت أذهب في الرحلات التجارية كان عمري 15 عاماً وكانت الرحلة وقتها شاقة جداً، فكنا نقطع مسافات طويلة، وكنا نمشي أنا وبعض أهالي المنطقة عقب صلاة الفجر وكانت الرحلة تستغرق أربعة أيام ذهاباً ومثلها عودة عبر الوديان الملتوية والطرق الجبلية الوعرة بصعوبة شديدة. تربية الماشية يقول النقبي: بسبب قلة مصادر الرزق بالمنطقة، ذهبت لأعمل في السعودية أنا وبعض أهالي المنطقة في بداية الستينات، وعملت في «دكان» لبيع القطن في الدمام، لمدة 3 سنوات وكنت أزور أهلي في دفتا كل 6 أشهر، حتى بداية قيام الاتحاد ورجعت واستقررت بالمنطقة وقمت بالالتحاق بالمدرسة النظامية في منطقة مسافي، ودرست لفترة قصيرة حتى الصف الخامس بسبب انشغالي بالعمل في الزراعة وتربية المواشي، وبعد ذلك توجهت إلى العمل في القوات المسلحة في عام 1971، لمدة سنة واحدة لعدم وجود شخص يعاون والدي في تلك الفترة. وبعد افتتاح الوزارات وتغير الحياة، توجهت للعمل في وزارة الكهرباء والمياه وكان ذلك عام 1975 وعملت فيها لمدة 26 سنة، وخلال عملي بالوزارة لم أتخلّ عن الزراعة وتربية المواشي وتجارة الحبوب، وما زلت مهتماً بها.وعن منطقة دفتا قديماً يقول النقبي: كانت تضم عدداً بسيطاً من البيوت الصغيرة المبنية من الطين والحجارة وسعف النخيل، وعقب قيام الاتحاد دأب المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة، رحمه الله، على التردد على المنطقة للاطمئنان على الأهالي وتفقد أحوالهم وحل مشكلاتهم، وأمر ببناء 54 بيتاً مجهزاً بكل الخدمات، ثم بفضل الله حظيت دفتا بمنجزات بتوجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، وأخيه الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمه الله، ومن بعدهما كانت توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة ببناء المساكن الحديثة والفلل للأهالي وتوفرت خدمات الاتصالات والإنترنت وكافة المرافق. عادات وتقاليد يوضح النقبي أن من أهم العادات والتقاليد التي كانت ومازال أهالي دفتا محافظين عليها، التعاون وتقديم المساعدة لبعضهم البعض في كل الظروف والمناسبات وفي بناء المنازل الشتوية، وجمع المحاصيل الزراعية المتنوعة خاصة جني محاصيل البر «القمح»، كما يتميز أهالي دفتا بالكرم والشجاعة وصفاء النفوس وطيبة القلب، ويؤكد النقبي أنه بالرغم من عدم قدرته على مواصلة التعليم إلاّ أنه زرع حب التعليم في أبنائه وبناته ونالوا الشهادات الجامعية والدراسات العليا.

مشاركة :