شدد سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر ممثل الأمم المتحدة السامي لتحالف الحضارات، على أهمية مواءمة الأديان مع حقوق الإنسان، كون أن هذه الحقوق تحتاج إلى الدين الذي يحتاج إليها بدوره. ونوه سعادته -في ورقة العمل التي قدمها في حلقة نقاشية عامة لمؤتمر الدوحة الدولي الثالث عشر لحوار الأديان وعنوانه «الأديان وحقوق الإنسان»- أنه لا سلام فيما بين الأمم بدون سلام فيما بين الأديان، وأنه لا سلام فيما بين الأديان بدون الحوار، وأن السلام والدين والحوار لا تتحقق إلا باحترام حقوق الإنسان. وقال إن السؤال الاستراتيجي فيما يتعلق بالعلاقة الجدلية بين حقوق الإنسان والدين، هو كيفية تفادي التضارب بين الدين وحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن الفقرة الخامسة من ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على: «أن شعوب الأمم المتحدة قد أكدت من جديد في ميثاقها على إيمانها بالحقوق الإنسانية الأساسية، وبكرامة وقدر شخص الإنسان وبتساوي حقوق الرجال والنساء». وأوضح سعادة النصر -أمام الحلقة النقاشية التي عقدت تحت عنوان «إعمال القيم الدينية دعماً للقوانين الدولية لحقوق الإنسان»- أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قدمت من خلال مجلسها لحقوق الإنسان، مشاريع قرارات لا نهاية لها حول حقوق الإنسان، وذلك من أجل التخلص من التمييز القائم على أساس الدين والعرق وكره الأجانب والتعصب، واستشهد في هذا الصدد بمشروع القرار المعنون «مكافحة التعصب، والقولبة النمطية السلبية، والتوصيم، والتمييز، والتحريض على العنف»، لافتاً إلى أن هذا قد أضحى مشروع قرار معتاد ومألوف يقدم في الجمعية العامة. وقال إن الأمم المتحدة تم إنشاؤها على فرضية أن الحوار والتفاوض والتوفيق هي أفضل السبل لبناء عالم ينعم بالسلم على نحو أوسع، مشيراً إلى أن حرية الفكر وحرية الدين شرطان لا غنى عنهما لتحقيق السلام وديمومته، وهو ما جاء في المادة الثالثة من ميثاق الأمم المتحدة. وحول دور الزعماء الدينيين، قال ممثل الأمم المتحدة السامي لتحالف الحضارات، إن لهم دوراً خاصاً يقومون به في المجتمعات المحلية، إذ بوسعهم إقامة الجسور بين مختلف الفئات والجيران، كما أنهم أول الأشخاص البالغين الذين يتعرف إليهم الأطفال خارج نطاق أسرهم، ونبه في هذا الصدد إلى أن السلام لا يمكن بلوغه بفضل مساعي السياسيين وحدهم. وقال إن تحالف الحضارات يؤمن أن الدين ليس هو مصدر المشكلة، بل على العكس فإنه يمكن أن يكون جزءاً من الحل، موضحاً في سياق متصل أن تحالف الحضارات استضاف في ديسمبر 2017 بالمشاركة مع بعثة ألمانية، مناسبة عنوانها «مسؤولية الأديان والحكومات عن السلام بين الاستقلال الذاتي والتكامل»، وجمعت زعماء دينيين مع ممثلين عن المجتمع المدني ومقررين للسياسات العامة وممثلين عن البلدان وفئات أخرى. وأضاف أن تحالف الحضارات نظم كذلك مناقشة عن «دور الزعماء الدينيين في بناء السلام في الشرق الأوسط» بمقر الأمم المتحدة في يوليو الماضي، حيث خلص الخبراء المحاضرون إلى نتيجة مفادها، أن الزعماء الدينيين يمكنهم -بل وينبغي لهم- أن يلعبوا دوراً في بناء السلام في الشرق الأوسط، كونهم يعلمون قيم التسامح والتفاهم والتعاطف والسلام، وكلها قيم مشتركة لدى البشرية، وكانت لديهم جميعاً معايير للدعوة إلى «حل الدولتين». ولدى تناوله لمشاريع الشباب التي يرعاها تحالف الحضارات، أكد سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر أنه لا بد من توفير الدعم والتمكين للشباب، كي يقوموا بدور أنشط في تشجيع العمل على تحقيق التفاهم الحقيقي والتحاور فيما بين الأديان وفيما بين المذاهب، مستشهداً ببعض الأمثلة في هذا الصدد مثل المبادرة الخاصة بخطاب الكراهية، الذي قال إنه يمثل جذر كثير من النزاعات، ويفضي إلى غياب التسامح والتفاهم فيما بين الأفراد.;
مشاركة :