لم تمر سوى بضعة أيام على فضيحة نقص الملابس الشتوية وخيام الإقامة الخاصة بالقوات الألمانية العاملة في مهام خارجية، حتى اشتعلت قضية جديدة في الأوساط السياسية والحزبية في برلين تتعلق أيضًا بالجيش. وكشف تقرير رسمي جديد صادر عن البرلمان (البوندستاج)، أن جاهزية الأفراد والعتاد والتسليح صارت في تناقص. وأشار التقرير حسب وسائل إعلام ألمانية عدة، إلى أن الجيش الألماني يعاني نقصا في الدبابات المهيأة لدخول الخدمة في المهام الخارجية لحلف الناتو على وجه التحديد، ناهيك عن نقص الصيانة الخاصة بعدد غير قليل من الطائرات، وكذا تعطل بعض الغواصات، أضف إلى ذلك النقص الحاد في قطع غيار مركبات المشاة. ونوه التقرير كذلك إلى تفشي الإحباط بين الجنود الألمان؛ جراء نقص التجهيزات والعتاد والتسليح، علاوة على الأعباء المضاعفة على عدد كبير منهم؛ نظرًا لخلو أكثر من 20 ألف وظيفة مدنية وعسكرية داخل الجيش من أي عاملين بها. وعلى الرغم من توسع المهام الخارجية للجيش الألماني ضمن حلف الناتو، وكذا في مالي وكوسوفو وأفغانستان والشرق الأوسط ضمن تحالفات محاربة داعش، لكن الميزانية المخصصة له تتناقص باستمرار وبشكل ممنهج منذ إعادة توحيد الألمانيتين في العام 1990. وصار قوام الجيش الألماني اليوم فقط 180 ألفًا؛ وذلك بهدف ترشيد النفقات أيضًا. غير أن الصدمة تتجسد في انعكاس تقليل المصروفات المخصصة للجيش سلبًا على السلاح، إذ إن 6 غواصات تملكها برلين صارت خارج الخدمة منذ أشهر على خلفية مشكلات فنية، وهو الأمر نفسه الذي تكرر فيما يتعلق بطائرات النقل العسكري، فيما تعاني المقاتلات الجوية من مشاكل ميكانيكية تعوقها عن العمل في أحيان كثيرة.
مشاركة :