لم تخف المحكمة المحلية العليا والرأي العام في ميونخ -عاصمة ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا- صدمتهما، ليس فقط لتورط طالب الطب السوري في التخطيط لعمليات انتحارية لحساب داعش، ولكن لسعيه للتأثير على ابن زوجته الصغير ليتشبع بالنهج التكفيري الدموي. وقد بدأت في ساعة متأخرة من مساء أمس محاكمة الطالب صاحب الثلاثين عامًا، والذي وصل إلى ألمانيا في العام 2012 كلاجئ، قبل أن يتزوج ويقيم بها لدراسة الطب. وتم إلقاء القبض علي الطالب السوري في أعقاب توصل الاستخبارات الألمانية الداخلية (هيئة حماية الدستور) إلى معلومات حاسمة تفيد بتحريضه العلني في أوساط السوريين اللاجئين، للقيام بعمليات انتحارية ضد أكبر عدد ممكن من "الكفار". كما تم التيقن من عمله عبر شبكة الإنترنت من أجل تعلم واكتساب مهارات صناعة القنابل للسبب ذاته، غير أن جريمته الأكثر شناعة، حسب ما أفادت به المحكمة في أولى جلسات نظر القضية، أنه اعتاد على إجبار نجل زوجته وهو في السابعة من عمره فقط، على مشاهدة مقاطع فيديو تصور العمليات الدموية لكوادر وعناصر تنظيم داعش الإرهابي. وواظب الطالب السوري كذلك على دفع الطفل الصغير لرؤية مشاهد لأطفال من أبناء العناصر الداعشية، يحملون رؤوسًا مقطوعة، أو يقومون بتنفيذ عمليات إعدام بحق أعداء التنظيم في سوريا والعراق وليبيا، أو حتى يفجرون أنفسهم في عمليات انتحارية مجنونة. ووصفت المحكمة سلوك الطالب السوري مع نجل زوجته بـ "الفظ والمشين والخالي من المشاعر"؛ حيث حاول تربيته على النهج الفكري الداعشي الدموي، دون أي مراعاة لأصول التعليم والتربية المثلي لصغار السن. وينتظر أن يواجه الطالب السوري اتهامات أخرى غير التخطيط لعمليات إرهابية والدعاية لتنظيم مسلح، تتعلق بتعريض طفل صغير للإيذاء البدني، بعدما اعتاد ضربه بعصاه على بطنه، بزعم تعويده على الصعاب ومشقة الحياة.
مشاركة :