ارتفعت حصيلة قتلى قصف الغوطة الشرقية إلى 250 مدنياً في 48 ساعة منذ ليلة الأحد الماضي، فيما تعتبر الحصيلة الأكبر منذ هجوم الكيماوي في 2013. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس (الثلثاء) بأن 250 شخصا لقوا حتفهم في قصف على منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق في 48 ساعة، مضيفاً أن «هذا أكبر عدد من القتلى يسقط في يومين». وأوضح أن 106 أشخاص قتلوا في القصف أمس. وأطلقت الضربات الجوية والصاروخية والقصف المدفعي شرارة حملة إدانة دولية. ووصفت فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن، القصف الحكومي بأنه «انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني». من جهتها، ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن «الجيش رد بضرب أهداف لجماعات المعارضة المسلحة». وقالت وزارة الخارجية السورية إن «المسلحين في الغوطة يستهدفون دمشق ويستخدمون الناس هناك دروعا بشرية». وأضافت في رسالة شكوى للأمم المتحدة إن «بعض المسؤولين الغربيين يرفضون حق الحكومة في الدفاع عن نفسها». ولم تعلق روسيا على القصف الجديد للغوطة الشرقية اليوم. وألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس مسؤولية الأوضاع في الغوطة على «استفزازات مسلحة من متشددي جبهة النصرة التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة». وأضاف أن موسكو وحلفاءها «قد يطبقون خبراتهم في تحرير حلب. على الوضع بالغوطة الشرقية». وحذر مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا اليوم من أن تصعيد المعركة في الغوطة قد يتحول إلى تكرار معركة حلب الدموية، والتي استعادت دمشق السيطرة الكاملة عليها في أواخر 2016، بعد أعوام من القتال. وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إغاثة، «هذه مخاوف لها ما يبررها»، مضيفة أن «سوء التغذية متفش، فيما أغلقت مدارس الغوطة منذ أوائل كانون الثاني (يناير) الماضي، بسبب الهجمات». وقال مدير المنظمة في الشرق الأوسط مارك شنيلباكر «سكان الغوطة الشرقية مذعورون. لم يعد هناك مكان آمن يلجأون إليه». بدوره، قال ناطق باسم الدفاع المدني في الغوطة سراج محمود، إن «الطائرات الحربية تحلق في السماء طوال الوقت». وذكر أن قوات الحكومة قصفت منازل ومدارس ومنشآت طبية، وأن عمال إنقاذ وجدوا أكثر من مئة قتيل «في يوم واحد» أمس. وندد منسق الأمم المتحدة لشؤون سورية بانوس مومتزيس بقصف خمسة مستشفيات في الغوطة الشرقية وقال، إن «الهجمات المتعمدة على منشآت طبية ربما تصل إلى جرائم الحرب». وفي واشنطن، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن «واشنطن قلقة للغاية من تصاعد العنف في الغوطة»، مضيفة «الحصار الذي يفرضه نظام الأسد وأساليب التجويع، تزيد من الكارثة الإنسانية هناك». وأوضحت أن الولايات المتحدة تدعم دعوة الأمم المتحدة لوقف العمليات القتالية لمدة شهر، للسماح بإرسال مواد إغاثة والقيام بإجلاء طبي للمدنيين المصابين. ودعت روسيا إلى الكف عن دعم حكومة الأسد. أما بروكسل، فأبلغ رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري الاتحاد الأوروبي بأن تصعيد الهجمات يمثل «جريمة حرب»، وناشد مزيدا من الضغط الدولي على الأسد حتى يتوقف عن ذلك. وفي جنيف، عبرت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسف) عن غضبها الشديد من سقوط قتلى وجرحى من أطفال الغوطة، قائلة إن «الكلمات تعجز عن وصف ما حدث». وتُركت بعد ذلك في البيان عشرة أسطر فارغة بين علامتي تنصيص في إشارة إلى عدم وجود نص. وجاء في هامش تفسيري أسفل الصفحة «تصدر يونيسف هذا البيان الخالي من الكلمات. لم يعد لدينا كلمات لوصف معاناة الأطفال وغضبنا». وأضاف «هل ما زال لدى من يتسببون في هذه المعاناة كلمات تبرر أعمالهم الوحشية؟». وأفاد المرصد بأن ثمة 58 طفلاً بين القتلى الذين سقطوا منذ بدء التصعيد. وأضاف أن 1200 شخص آخرين أصيبوا بجروح.
مشاركة :