في واحد من الأسئلة العشرة التي يسأل عنها الناس يومياً وبشكل متكرر على الإنترنت (مستخدمو الشبكة المقدر عددهم بـ 1.5 مليار شخص يومياً)، يأتي السؤال الآتي: ما كمية الماء التي يجب أن أشربها يومياً؟ ويكتسب هذا السؤال أهميته من أهمية المياه بالنسبة لجسم الإنسان، لا سيما أن أجسامنا تتكون بنسبة كبيرة من الماء، فهي تحتوي في 65 % منها تقريباً على سائل الماء. أما السبب فيكمن في أن كل العمليات تقريباً في جسم الإنسان لا يمكن أن تتم دون الماء. فالماء يعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم، ويقوم بتذويب المعادن والمواد الغذائية المختلفة، كذلك توصيل الأكسجين للخلايا. وكأن كل العمليات الكيميائية التي تتم داخل جسم الفرد، تحدث في الماء "فعلياً". مع ذلك، يعتمد تحديد كمية الاحتياج للماء بالنسبة للإنسان على الشخص نفسه، حيث تتحكم عوامل عديدة في ذلك، مثل عمر الإنسان ووزنه والنظام الغذائي ومعدل نشاطه. إلى ذلك، يلعب المناخ دوره في تحديد كميات الماء التي يتطلبها جسم الإنسان، كذلك الأنشطة البشرية تؤثر -كما هو معلوم-على استهلاك الماء، فالجري في الماراثون يعني استهلاكاً أعلى للماء، بخلاف أن تكون متكئاً تقرأ كتاباً.