الحوثي يغازل أنصار صالح وسط تخوف من تصدع قواته على الجبهات

  • 2/22/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية أمس في شكل رسمي عن مخاوفها المتصاعدة جراء تقدم الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي في مختلف الجبهات في مقابل تصدع صفوف ميليشياتها. واعترفت الجماعة في اجتماع حاشد لقادتها في صنعاء ضم قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بأن مقتل الأخير سبب لها «صدمة كبيرة»، داعية إلى إجراء مصالحة شاملة مع أنصاره في محاولة لاسترضائهم لتعزيز صفوفها المتهاوية. وأمر رئيس مجلس الانقلاب صالح الصماد في الاجتماع الذي ضم محافظي الميليشيات وقادتها العسكريين وقيادات فروع حزب «المؤتمر الشعبي» والحاكم الفعلي للجماعة في صنعاء عبد الكريم الحوثي، بإطلاق سراح بقية المعتقلين من أنصار الرئيس السابق وأعضاء حزب «المؤتمر الشعبي» في غضون ثلاثة أيام. وسبق أن أطلقت الجماعة سراح نحو 3 آلاف معتقل كانت اختطفتهم عقب المواجهات المسلحة التي أفضت قبل نحو 10 أسابيع إلى تصفية الرئيس السابق علي عبد الله صالح مع العشرات من معاونيه وحراسه. وعبر رئيس الانقلاب الحوثي عن مخاوفه من تقدم القوات الشرعية المسنودة بالتحالف في مختلف الجبهات، بخاصة في محافظة البيضاء والساحل الغربي ومحافظة إب بالإضافة إلى بقية الجبهات. وطلب من جماعته ومحافظيها أن تعقد اجتماعات تصالحية على مستوى المحافظات مع قيادات حزب الرئيس السابق، لترميم الجراح على حد قوله، وتكثيف الجهود لحشد المقاتلين، بمن فيهم ضباط وجنود الجيش الموالين للرئيس السابق وأولئك الذين سرحتهم الجماعة بعد احتلالها لمعسكرات الجيش اليمني بعد الانقلاب. وقال رئيس الميليشيا إن جماعته مستعدة لوقف إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي السعودية مقابل وقف الضربات الجوية. وتضمن خطاب الميليشيا الحوثية غزلا ضمنيا للقوى اليمنية المساندة للشرعية، للتفاهم مع الجماعة للتوصل إلى سلام، وقال رئيس الانقلاب: «أي طرف داخلي لديه القدرة على اتخاذ قرار نحن على موقفنا وسنمد أيدينا بعيدا عن المخاوف بيننا وبينهم ونجلس على طاولة واحدة نقدم فيها كامل الضمانات لبعضنا كأخوة يمنيين ونوقف الاقتتال». وفشلت الجماعة في الأسابيع الماضية في حشد المزيد من المجندين للدفع بهم للجبهات المتهاوية، ما جعلها بحسب مراقبين تحاول أن تتصالح مع أنصار الرئيس السابق، وقيادات حزبه الموجودين في مناطق سيطرتها في مسعى لاستغلال نفوذهم لحشد مقاتلين من أتباعهم إلى صفها. وبحسب مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي» فإن أغلب القيادات في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الجماعة باتوا في حكم المسيرين وفق إرادتها سواء بالترغيب أو بالترهيب، ويشمل ذلك زعماء القبائل وقيادات الحزب على مستوى المحافظات إلى جانب رئيس البرلمان يحيى الراعي والنواب الموالين للحزب. ويرجح مراقبون أن الخطاب التصالحي الذي قدمته الجماعة أمس لأنصار الرئيس السابق جاء استشعارا منها للعزلة التي باتت تحيط بها داخليا بعد أن قتلت حليفها صالح وخسرت دعم القوات الموالية له في الجبهات بالتزامن مع تصاعد الخسائر في صفوف ميليشياتها. كما يكشف عن محاولتها للاستعانة بقيادات حزب صالح لجهة حشد العسكريين الموالين له إلى صفوفها وقطع الطريق أمام تدفقهم المستمر باتجاه المعسكرات التي أقامها نجل شقيقه العميد طارق صالح في محافظة عدن لاستقبالهم، تمهيدا لخوض معركة الانتقام لدم عمه الذي سفكته الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

مشاركة :