ننتظر من اشتاقت له النفس ونمنّيها بكل ما تريده ونجدد الاستقبال كل شهر مع احتفالات بقدومه بعد رحلة شاقة ومتعبة، ولكن غالباً لا تدوم الضيافة أسبوعاً، وبعدها نتذّكر أيامه الحلوة ونتمناها ترجع بأسرع وقت وبفضل الله تعود مراراً وتكراراً. الكل يشتكي من أن الراتب لا يكفي الحاجة، بينما يعيش حياة كريمة من كانت رواتبهم أدنى منّا، نعم كانوا قنوعين بقدر الله وتوزيع الأرزاق وكانوا يخططون ويحرصون على اقتناء الأساسي والأحوج فقط في أغلب الأوقات حتى لا يحتاجوا غير الله. من يرى راتبه لا يكفيه عليه بتأجيل استلامه لمدة أسبوع واحد فقط، ويرى الفرق، حتى يعلم حجم النعمة التي يعيشها فيشكر الله عليها. إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والتغيّر يكون من الداخل إما أن يكون إيمان بالعمل الذي تعمله أو حب التجربة هو من يحثك على ذلك، وكلا الحالتين أنت في الاتجاه الصحيح. كلامي ليس موجهاً لأصحاب الدخل المحدود، لأنهم بكل بساطة لا يملكون ما يدخرونه، وتعاملهم مع الراتب يكون للحاجات الأساسية فقط، لكن كلامي لأصحاب الدخول المرتفعة. الريال صديق وفيّ لا يستهان به وله مفعول وقوة لا تضاهى في هذا الزمان، وإن أثقل جيبك ضعه في بيتك وإن زاد أسجنه في بنكك. أما أجدر بالعاشق ضم حبيبه واحتوائه مدة أطول ليعيش معه أجمل أيام حياته.
مشاركة :