أكدت إلهام مختار أبو عيش، رئيس رابطة زوجات الدبلوماسيين بالجزائر وزوجة السفير المصري بالجزائر عمر أبو عيش، أن الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الجزائر والتي كانت الأولى له خارج القاهرة، كان لها أثر كبير في تعزيز العلاقات بين البلدين وعودتها إلى مسارها الطبيعي، كما كان لها صدى طيب لدى الجزائريين. وقالت "أبو عيش" - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش الاحتفالية بتكريم المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد بأسوان - إن العلاقات المصرية - الجزائرية بعد ثورة 30 يونيو كانت مميزة، وإن الجزائريين لديهم عشق لمصر لموقفها التاريخي ودعمها للثورة الجزائرية، كما يبجلون الأزهر الشريف بوصفه قبلة العلم والعلماء، ونحن أيضا كمصريين لا ننسى لهم الفضل في وقفتهم مع مصر بعد ثورة 30 يونيو. وأضافت أنها قامت بتنظيم رحلة وزيارة لـ 25 سيدة من زوجات الدبلوماسيين وسيدات المجتمع بالجزائر إلى القاهرة ومنها إلى الأقصر وأسوان لإطلاعهم على الحضارة المصرية وتنشيط حركة السياحة والعمل على التوافق والتقارب في وجهات النظر بين الدبلوماسيين العرب والأجانب عن طريق الروابط العائلية والزيارات المتبادلة لخلق رأي عام موحد تجاه القضايا التي تهم المنطقة.وتابعت: "سيتم خلال الأسبوع القادم بالسفارة المصرية بالجزائر تنظيم أسبوع للأكل المصري وأشهر وأشهى الأطباق المصرية، وكذا أسبوع للسياحة، وذلك من خلال التعاون بين السفارة ووزارتي الثقافة والسياحة في مصر". وأشارت "أبو عيش" إلى أن جمعية زوجات الدبلوماسيين بالجزائر تقوم بتنظيم ثلاثة أنشطة رئيسية كل عام، منها الغذاء الدولي ويتم في مارس من كل عام، وهناك الرحلة السياحية مثل التي قامت بها إلى الأقصر وأسوان في فبراير الماضي والتي تشارك فيها زوجات الدبلوماسيين وسيدات المجتمع وزوجات المسئولين بالجزائر، وأيضا هناك البازار السنوي الذي يشارك فيه العديد من صناع الحرف اليدوية المصرية والجزائرية ويحضره العديد من المسئولين ورجال الأعمال الجزائريين ويتم التبرع بدخله لجمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال الطفل والمرأة بالجزائر، كما تقوم بعمل محاضرات عن المرأة المصرية منذ عهد الفراعنة حتى الوقت الراهن وما تقدمه من تضحيات للأسرة وأبنائها، كما تقوم بتنظيم حفلات إفطار في رمضان للتعريف بالعادات والتقاليد المصرية حول الشهر الكريم وحرص العائلة المصرية في الحفاظ على العادات الخاصة به ومنها فانوس رمضان.وأشادت بوزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، مؤكدة أنه يكن للقاهرة والمصريين أسمى درجات الود والمحبة، كما أنه يعشق الحضارة والثقافة المصرية ويبذل الكثير للتآخي بين مصر والجزائر، وأوضحت أنه سيتم الإعلان قريبا عن أول إنتاج فني مشترك بين البلدين من خلال أحد الأفلام السينمائية الهامة.وقالت "أبو عيش" إن السفير المصري بالجزائر عمر أبو عيش، استطاع أن ينهي الأزمة الرياضية بين البلدين حينما دعا بعثة النادي الأهلي إلى القيام بزيارة لضريح الشهداء في مقام الشهيد بالجزائر وقراءة الفاتحة على الشهداء، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في تهدئة الأوضاع، وهو ما تجلى في حرص وزيري الرياضة والمجاهدين على استقبال بعثة النادي الأهلي بنفسهما ووضع المسئولين الجزائريين جميع الإمكانيات والتسهيلات أمام البعثة طوال فترة إقامتهم في الجزائر. وأضافت أن تكريم مصر للمناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد يترك أثرا جيدا لدى الجزائريين باعتبارها أيقونة الجزائر، منوهة بأن سفير مصر في الجزائر حرص على أن يكون تكريم المناضلة في القاهرة أولا من قبل الجهات المصرية الرسمية، وقبل ذهابها إلى مهرجان أسوان لسينما المرأة، إيمانا منه بأن ذلك يعكس تقديرا لشخصها كرمز جزائري وعربي كبير وتقديرا أكبر لبلدها الجزائر الشقيق الذي جسد في وقوفه إلى جانب مصر وشعبها في ظروف صعبة من تاريخها ملامح النخوة العربية وأواصر المحبة والأخوة وقام بتنظيم حفل استقبال لها والوفد المرافق بمناسبة دعوتها للتكريم في مهرجان أفلام المرأة بالقاهرة وأسوان، كما قامت شركة مصر للطيران بالاحتفاء بها احتفاءً خاصا شارك فيه مختلف ركاب الشركة المصرية التي أقلتها من الجزائر إلى مصر.وأوضحت أن بوحيرد هي أيقونة الجزائر ورمز من رموز الوطنية التي واجهت الاستعمار وأدوات تعذيبه للحفاظ على هويتها وبلدها، مطالبة الشباب بان يحذوا حذو نموذج بوحيرد، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية، لاسيما ونحن نحتفي بيوم المرأة.وأشارت إلى أن بوحيرد أعربت عن بالغ سعادتها لتكريمها في مصر مرتين خلال شهر واحد، وازدادت فرحتها بحضور الدكتورة هدى عبد الناصر لحضور الاحتفالية، حيث طلبت بو حيرد زيارة ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لما يربطهما معا من علاقات عظيمة، كما تم عرض فيلم كان قد تم إنتاجه في فترة الستينيات، وأوضحت أن "بوحيرد" ترفض فكرة التكريم، حيث لديها ثقافة الشهيد ودائما ما تؤكد أحقية تكريم الشهداء لما بذلوه من أنفس نفيسة دفاعا عن الوطن والهوية، سواء أولئك الذين استشهدوا في ثورة الجزائر والثورات العربية والحروب وثورتي 25، 30 يونيو في مصر.في سياق آخر، قالت "أبو عيش" إن المرأة العربية لم تأخذ حقها في السينما العربية وإن كانت بعض الأفلام جسدت بطولات نسائية عربية، لاسيما وأن المرأة كانت هي الدافع لثورة 30 يونيو في مصر ضد الإرهاب والتطرف، لافتة إلى أن السينما المصرية لم تقدم المرأة المصرية بالصورة التي تستحقها بعد ومازال هناك المزيد من البطولات للمرأة على المستوى الثقافي والاجتماعي وما قدمته من تضحيات في سبيل تربية الأبناء أو الحفاظ على الهوية.
مشاركة :