بعد تسليمه عفرين هل ينفذ أردوغان وعده في منبج؟

  • 2/22/2018
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

"مناورة عفرين" عنوان قراءة المعلق في صحيفة "كوميرسانت" مكسيم يوسين، للوضع فيما تسميه الصحيفة بكردستان سوريا. وجاء في مقال يوسين: كان ممثلو الأكراد، الذين يخوضون على مدى الشهر الأخير قتالا ضد الجيش التركي المهاجم، قد أعلنوا أن القوات الحكومية السورية ستدخل في الأيام القليلة المقبلة المنطقة. ثم، تم تأكيد هذه المعلومات في دمشق، يوم الاثنين. ولكن، لا بد هنا من التساؤل: أولا، كيف ستقسم أنقرة ودمشق عفرين، عند أي نقطة سيتم ترسم الخطوط بين القوات المسلحة للدولتين. ولا يمكن استبعاد أن يطالب بشار الأسد بالانسحاب الكامل للقوات التركية من الأراضي السورية، ويرفض أردوغان ذلك، لأن ذلك (من وجهة نظر أنقرة) سيعني أن ضحايا عملية "غصن الزيتون" سقطوا عبثا، وقاتل الجنود الأتراك في عفرين لتقديمها لاحقا للرئيس السوري؛ ثانيا، سيتطلب الأتراك بالتأكيد ضمانات بأن لا تكون سيطرة دمشق على المناطق الكردية اسمية بحتة. ومع ذلك، فقد تنشأ مشاكل، لأن الهياكل التي تعمل حاليا في كردستان السورية، ليس لدى بشار الأسد قوة، ولا وسيلة، ولا رغبة لتفكيكها. ويضيف يوسين: قبل بدء العملية التركية، عرضت دمشق وموسكو بالفعل على الأكراد الخضوع للولاية السورية والسماح للقوات الحكومية بدخول الأراضي التي يسيطرون عليها، ولكن السلطات الكردية المحلية رفضت ذلك، على أمل أن ألا يحدث غزو تركي شامل. وهكذا، فإذا ما تم تنفيذ المخطط المقترح الآن، فسيتم تقسيم كردستان السورية بين التحالفين العاملين في البلاد: فأما الجزء الغربي والأصغر (عفرين) فسوف ينتقل إلى مسؤولية دمشق وموسكو، في حين ستظل المنطقة الرئيسية في الشرق (منبج) تحت سيطرة الولايات المتحدة وحلفائها. وإذا أمكن توجيه اهتمام الرئيس التركي أردوغان إلى تلك المناطق (وسبق أن وعد مرارا بتطهير "منبج")، فإنه سيكون الخيار الأفضل لموسكو ودمشق. ولكن، لكي يحدث ذلك، فمن الضروري أولا حل كثير من القضايا المثيرة للجدل حول عفرين. ويفترض أن هذا ما سيشتغل عليه  الدبلوماسيون الروس والعسكريون بكثافة في الأيام والأسابيع المقبلة.

مشاركة :