رحيل الطيب الوحيشي أحد أبرز رواد السينما التونسية

  • 2/22/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - غيب الموت المخرج الطيب الوحيشي أحد أبرز رواد صناعة السينما التونسية عن عمر ناهز 70 عاما. واقترنت تجربة المخرج السينمائي والمؤلف والمنتج التونسي الراحل بالمغامرة والتحدي والمراهنة على العمل الفني الجيد. وكان الوحيشي اختار الانتصار على آلامه بالفنون والسينما، بعد أن أقعده حادث مرور أليم عن الحركة. وتعرض الوحيشي لحادث مروري أليم منذ سنوات أقعده عن الحركة وجعله رهين الكرسي المتحرك لكن هذا لم يمنعه من ممارسة عشقه الأول .. السينما. والحادث الذي تسبب له في إعاقة لم يحرمه من مواصلة مشواره والوقوف خلف الكاميرا لتوجيه السينمائيين ونصحهم وتكوينهم ليترك من خلفه أعمالا حازت على إعجاب الجمهور والنقاد في العالم. ونعت وزارة الشؤون الثقافية المخرج السينمائي الذي توفي الليلة الماضية في بيان جاء فيه "اقترنت تجربته الإبداعية بالمغامرة والتحدي والرهان على الذائقة النوعية المغايرة اختار الطيب الوحيشي الانتصار على آلامه بالسينما". وولد الوحيشي في يونيو/حزيران 1948 وتخرج في معهد السينما في باريس. بدأ مشواره مع الأفلام التسجيلية مثل "الطريق المتقاطع" في 1970 و"التماثيل" في 1971 وحاز فيلمه "قريتي قرية بين القرى" على جائزة التانيت الذهبي في مسابقة الأفلام القصيرة لدورة أيام قرطاج السينمائية عام 1972. ومن أبرز أفلامه "غوري... جزيرة الجد" و "عرس القمر" و"أهل الشرارة" و"رقصة الريح" و"طفل الشمس" و"همس الماء". وتوج فيلمه "ظل الأرض" بجائزة النقاد في مهرجان كان السينمائي عام 1982 كما حصد الراحل العديد من الجوائز عن أعماله في مهرجانات عربية وأوروبية. ويعد هذا الفيلم من الأفلام العربية القليلة المُنجزة انطلاقًا من الدراسات الاجتماعية الأنتربولوجية. وخاض الوحيشي في "ظل الارض" مغامرة السينما الجادة التي تبحث في أعماق مجتمعه التونسي وقضايا وهموم أفراده، والهجرة وانعكاساتها. وجلبت السينما التونسية اهتمام العديد من النقاد فاختلفت الآراء وتضاربت حول هويتها وأصلها وجذورها وحتى نوعية فضاءاتها. فشاعت لدى الرأي العام فكرة أن السينما التونسية هي سينما فضاء الحمام والزاوية و"الدار العربي" فنعتوها بضيق وفقر الفضاء الذي بقي منغلقا في إطار مدينة تونس وشوارعها وأنهجها. الا ان المخرج التونسي الراحل غرد خارج السرب من خلال تصويره للجنوب التونسي والمجتمع البدوي في فيلمه "ظل الارض". واغدق الوحيشي على عمله لوحات فنية سينمائية تصور جمال ونقاء ورحابة فضاء الجنوب التونسي وشاعريته. وحصل المخرج المعروف على "التانيت الذهبي" في مهرجان قرطاج السينمائي عن فيلم "قريتي... واحدة مثل كل القرى". كما ظفر بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، في الجزائر، عن فيلم "غوري... جزيرة الجد". وحصد الطيب الوحيشي جوائز أخرى في ميلانو وواغادوغو وباري ومونتريال وجوهانسبرغ وروتردام. وغالبًا ما كانت المهرجانات العربية والعالمية تتسابق على عرض أفلامه.

مشاركة :