واصلنا جولتنا برفقة رجال حرس الحدود عبر مساحات شاسعة يقومون بحمايتها، حيث انتقلنا إلى قطاع الحرث، حيث التقينا بالنقيب عادل محمد الزهراني، رئيس القوى العاملة بقطاع الحرث، والذي أشار إلى أن مايحدث في الجمهورية اليمنية من تطورات محل اهتمام ومتابعة من قبل حرس الحدود لما تشكله المواقع المضطربة من مهددات لأمن الوطن، مشيرا إلى أن القطاع نفذ فرضيات متعلقة بالجاهزية، إضافة إلى استلام عدد من السيارات المصفحة، وتحدث الزهراني بشفافية عن المتواطئين من الأفراد مع المهربين، وقال إنهم قلة ويتم ضبطهم عن طريق اختبارات حرس الحدود والمباحث وتوقع بحقهم عقوبات رادعة تصل حد الفصل، مشيرا إلى أنه في ظل التحسينات الجارية يتم التصدى للمهربين والتسللين نهارا بالكمائن وليلا بالكاميرات الحرارية، حيث يتم القبض عليهم قبل وصولهم للسياج الأمني. أحداث الخوبة وأردف مسترجعا أحداث الخوبة 1430هـ الشرارة الأولى كانت وجود أشخاص سعوديين داخل الحدود، ووجود اليمنيين بالقرب منهم فالمناطق مشتركة، وبدأت الأحداث بوجود عناصر الحوثيين بالقرب من علامات حدودية واقعة ما بين علامة 94 إلى علامة 96 والمنطقة كانت مأهولة بالسكان. قلت للنقيب الزهراني تبين آنذاك بأن هناك استعدادات مبكرة من قبل الحوثيين فهل كانت هناك استعدادات مماثلة من قبل حرس الحدود؟ بالنسبة لحرس الحدود بشكل خاص والقطاعات الأمنية بشكل عام كانت هناك استعدادات ولله الحمد طوال الحرب لم يسقط ضحايا سوى فردين من رجالنا إضافة إلى مجموعة إصابات. مخارج وخنادق لكن هناك خنادق وتجهيزات أعدها العدو؟ تلك المخابئ إنشاؤها سهل، فالأرض طبيعتها سهلية ويمكن أن تنشئ خندقا في ثلاث ساعات. ماذا استفاد حرس الحدود من الأحداث التي حصلت في السابق؟ تم تحسين النقاط، وبناء أبراج الخطوط الأمامية، تلاها مشروع التطوير وتقريبا سينتهي في قطاع الحرث خلال الفترة القريبة المقبلة. أبراج المراقبة حدثنا عن هذا المشروع العملاق؟ المشروع تتضمن فكرته إنشاء طريق بالقرب من العلامات الحدودية بعيدا عن المعوقات الطبيعية طبعا، ويكون هذا الطريق متسعا ومزودا بكاميرات حرارية وأبراج يتم من خلالها التعامل مع المهربين عن طريق التقنية، وعند الإبلاغ بدلا من أن تتوجه الدورية بشكل عشوائي تنطلق على شيء معين والمراقبة عن طريق أبراج، وهناك برج تحت الإنشاء مقابل العلامة 94-95 في جبل دخان ومنها البرج المقابل للعلامة 58 في مركز أبو الرديف. متابعة لمواجهة المستجدات من خلال متابعتكم للأحداث الدائرة في اليمن، حيث إن هناك توسعا كبيرا للحوثيين داخل اليمن وتمددهم الجغرافي بعد استيلائهم على صنعاء وذمار والحديدة، فما مدى متابعتكم لتلك الأحداث؟ بالنسبة لمتابعة الأحداث هناك عناصر استخباراتية داخل الحدود اليمنية متعاونة مع حرس الحدود السعودي والقطاعات الأمنية بشكل عام، أما بالنسبة للتجهيزات في الفترة الأخيرة تم استلام عدد من السيارات المصفحة لمواجهة الأحداث موجودة الآن، بالإضافة إلى تجهيز سيارات بعيار 50، وتدريب الأفراد على تبادل إطلاق النار، والطرق الصحيحة للانسحاب التكتيكي، وتم تطبيق فرضية في الأسبوع الماضي في هذا المركز، ويمكن تعميمها على بقية المراكز لتعم الفائدة، حيث إنه يتم تنفيذ التجارب الفرضية بتوجيه يصدر من قائد المنطقة وتترك حرية التنفيذ لقائد القطاع في المواقع التي يراها مناسبة لأنه في كل مركز منطقة جغرافية تختلف تضاريسها عن المركز الآخر، وبالتالي تكون الفرضية في المناطق ذات الطابع الجبلي مختلفة عن تطبيق فرضية في المناطق السهلية. ما أبرز المعوقات التي تواجهونها في عملكم؟ وجود شعاب وأشجار كثيفة وجبال شاهقة وهذه تعيق حركة السيارات والتنقل بسرعة وسهولة، وتمكن المهربين من التخفي والوصول إلى الأراضي السعودية بسهولة. وكيف تقيمون تعاون رجال ومشايخ القبائل؟ الفترة الحالية هناك قلة من المشايخ، حيث إن أكثرهم نزحوا فمركز الخوبة مثلا كان يتبع له 33 قرية حدودية، الآن هذه القرى خالية، ويتم التواصل عن طريق مشايخ الخوبة، والتعاون أيضا مع الجهات المعنية الأخرى، كالإمارة، والمحافظة وهم يتعاونون بشكل بناء. مسالك المهربين تختلف الطرق التي يسلكها مهرب القات عن مهرب الحشيش فكيف تواجهون المهربين بأنواعهم؟ طبعا توزع الدوريات بشكل عام، حيث توزع الدوريات المسائية والصباحية من أجل التصدي لأي تهريب أما الأماكن التي لاتصلها الدوريات فيتم تدعيمها بالكمائن. وتزويد أفرادها بالأجهزة اليدوية، وذلك في مواقع يكون فيها الإرسال فعالا.. وفي ساعات الليل تنصب كاميرات حرارية ونشرف على هذا الموقع حتى لا نتفاجأ بحصول ما لاتحمد عقباه- لا سمح الله. مصيدة السياج الأمني ولكن ماذا عن المواقع الجبلية الوعرة ناحية الخوبة؟ أسفل الجبال يتم تغطيتها من خلال الأبراج، ومن خلال النقاط التي يتم اختيارها بعناية، أما بالنسبة للأودية يتم تأمينها بالكمائن ويكون فيها أشخاص من أصحاب الخبرة، أما بخصوص الأشجار في الأودية، فالأشجار نموها له مواسم، فتتم إزالتها وترجع مرة أخرى، حيث إن المنطقة تكثر فيها الأمطار، مما يؤدي إلى نمو الأشجار بسرعة، حيث إن الأشجار أغلبها حولية، ويتم إزالتها عن طريق معدات حرس الحدود. ومضى الزهراني قائلا: كنا نعاني خلال الفترة الماضية من المهربين القادمين من اليمن، والذين يحاولون الدخول إلى السعودية عن طريق القرى، حيث يتنقلون من بيت لبيت، ويتم مداهمتهم عن طريق فرق مشكلة من حرس الحدود ومن الإمارة، أما في الفترة الحالية وبعد وضع حرم الحدود فإنه ولله الحمد يتم القبض على المهرب قبل وصوله إلى السياج الأمني. اختراقات وقص بالنسبة للسياج الأمني فهو عرضة للاختراقات والقص ما مدى متابعتكم لذلك؟ بالنسبة للسياج الأمني يعتبر سياج مبدئي أما السياج الأفضل سيكون تابعا للتطوير ومزود بكاميرات حرارية وأفضل من الذي شاهدناه الآن. الفقر والوعورة رغم ذلك إلا أننا نرى بأن التهريب يتم بكميات كبيرة والتسلل مستمر والقات يصل إلى جميع مناطق المملكة؟ طبيعي جدا بأن يكون التهريب موجودا في أي دولة لها حدود مع دولة فقيرة، خصوصا في ظل وعورة المناطق وصعوبة الوصول إلى المواقع. المتواطئون قلة والعقوبات رادعة بكل شفافية ما مدى تعاون بعض أفراد حرس الحدود مع المهربين؟ أفراد حرس الحدود فيهم الصالح وفيهم السيئ، وحرس الحدود جهاز نزيه لكن البعض يعاني خللا في التربية، ولله الحمد جهاز الاستخبارات التابع لحرس الحدود قوي، فضلا عن التعاون مع الجهات الأمنية الأخرى بالأخص المباحث، وعن طريق هذه الأبراج يتم مراقبة المهربين ورصدهم، وهؤلاء مهما يكن يعتبرون شرذمة قليلة، وهناك أشخاص تم القبض عليهم من أفراد حرس الحدود وهم متواطئون، ولكنهم قليلون. ماهي الإجراءات المتخذة حيالهم؟ يواجه الشخص بالإدانات، ويحال إلى جهة الاختصاص، وإذا زادت المحكومية عن 12 شهرا فإنه يفصل بعد أخذ العقاب الشرعي أيضًا، فإذا كان تهريب الشخص في سيارة رسمية وهو يرتدي البدلة فإن عليه عدة إدانات منها نكث اليمين واستغلال السلطة، وفهناك أشياء جهة الاختصاص تتعمق فيها بشكل أكثر. دموع الداخلين والخارجين يقولون إن الملتحق بحرس الحدود بجازان يأتي وهو يبكي ويخرج منها وهو يبكي ما المقصود بهذه المقولة؟ «والله على قولك يدخل يبكي» لأن بعضهم من خريجي الثانوية مثلا ويدخل المنطقة الحدودية ويجدها خلافا لتوقعاته وأشبه ماتكون بمناطق الأشباح، أما يخرج من منطقة جيزان، وهو يبكي فهذا من طيب منطقة جيزان وطيب أهلها وأرضهم. عقب ذلك التقينا بالجندي أول أحمد موسى عسيري، الذي يعمل على جهاز البصمة وعن طبيعة عمله قال: أولا يدخل الشخص وندخل له رقم ويبصم بيده اليمنى ثم اليد اليسرى ثم الإبهام ثم نقوم بتصويره وإرساله إلى المركز الوطني، وخلال خمس إلى عشر دقائق ترجع النتيجة إذا كان عليه سوابق أم لا. ومن الحرث انطلقنا إلى قطاع الخوبة عبر مسيرة مضنية، حيث التقينا الملازم أول عبدالمجيد الزهراني، ضابط بقطاع الخوبة عن التهريب قائلا: مناطق التهريب تشمل وادي خلب ومنطقة السيابة، وهذه من أكثر مناطق التهريب نشاطا، حيث يتم تهريب القات بشكل يومي، وأيضا الحشيش، والذي تكاثر تهريبه مؤخرا وبالأمس ضبطنا 22 بلاطة وأول أمس ضبطنا خمس بلاطات وقبلهما ضبطنا 50 بلاطة، كما ألقينا القبض على اثنين من حمالي حشيش والجنسيات، التي يتم القبض عليها هي يمنية وإفريقية. ثغرة أمنية هناك أيضا تهريب الألعاب النارية التي تكثر في موسم رمضان والعيد، إضافة إلى التسلل والهجرة العكسية علما بأن بعض المباني تشكل عائقًا في عمل حرس الحدود، لكن سيتم إزالتها، وتم إبعاد السكان من القرى، التي تم نزوح أهلها وعددها 94 قرية لوجودها في حرم الحدود، نحن نعاني من هذا، وهي تعتبر ثغرة أمنية طبعا هذه المنازل تحتاج إلى تمشيط وتفتيش، وهذا يحتاج إلى جهد مضاعف من أفراد حرس الحدود. المزيد من الصور :
مشاركة :