ألمانيا: نقاش محموم في الكنيسة الكاثوليكية حول زواج المثليين

  • 2/23/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا نقاشا محموما داخل أروقتها، بعد قرار البرلمان الألماني (البوندستاغ) السماح بزواج المثليين ومساواته بالزواج التقليدي، فيما تبدو الآن ملامح إصلاحية بهذه الشأن داخل مجمع الأساقفة. صورة أرشيفية. تزايدت حدة النقاش داخل الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا بشأن زواج المثليين، وذلك بعد اعتماد ألمانيا قانونا منذ خمسة أشهر يبارك زواج المثليين. حيث لوح رئيس المجمع الكاردينال، راينهارد ماركس، في مقابلة إذاعية مؤخرا وبشكل مفاجئ بإمكانية مباركة زيجات المثليين في حالات فردية. وكان التصور السائد حتى الآن هو أن مباركة زواج المثليين تحت سقف الكنيسة الكاثوليكية هو مثالية بعيدة عن الواقعية. ولكن بدت الآن ملامح مساع إصلاحية بهذا الشأن داخل مجمع الأساقفة الكاثوليك الألمان. وفوجئ ماركس على ما يبدو بأهمية النقاش المجتمعي، إذ حاول على هامش الجمعية العمومية للأساقفة الألمان بمدينة إنغولشتات في ولاية بافاريا  في وقت سابق هذا الأسبوع، التقليل من أهمية الكلمات التي صدرت عنه خلال المقابلة التي أجريت مطلع الشهر الجاري. واكتفى بالقول إن "القضية  ما زالت مطروحة". ويؤيد إصلاحيون كاثوليك من بينهم حركة "نحن الكنيسة" والهيئة المركزية للكاثوليك الألمان، منذ وقت طويل مباركة الكنيسة لزيجات المثليين.كما أن شتيفان غورتس، الباحث في علم الأخلاق الكنسي بجامعة ماينز، يرى أن هناك تزايدا في تقبل زيجات المثليين لدى الكثير من المتدينين الكاثوليك. وفي ذات السياق، قال غورتس إن انفتاح البرلمان الألماني على زيجات المثليين أواخر العام الماضي، جعل من الواضح للكثيرين أن فكرة عدم اضطهاد الأقليات الجنسية ذات قيمة عالية. وأصبح تقدير الذات والرغبة في الاندماج، يحل محل عدم قبول المثليين جنسيا لدى الكثير من الكاثوليك. وعن ذلك قال غورتس "ربما كان هناك خلاف بشأن إمكانية السماح بزيجات المثليين أو منعها، ولكن رفض أي صيغة للاعتراف القانوني بالشراكات المثلية، كما كان عليه الحال في الماضي هو ظلم صريح". ورأى غورتس أن هذه الحقيقة "ساهمت في بدء تغير زاوية الرؤية تجاه المثلية الجنسية". ومن المفارقات أن هذا النقاش لم يبدأه شخص غريب بل أسقف عالي المقام. وطالب نائب رئيس مجمع الأساقفة الكاثوليك في ألمانيا، فرانس يوزيف بوده، عبر صحيفة "نويه أوسنا بروكه تسايتونغ" بإجراء حوار بهذا الشأن داخل الكنيسة مؤكدا أن الصمت لا يجدي. وقال بوده إنه ربما كان من الصعب إقناع الأساقفة المحافظين المتشددين بالعدول عن رأيهم الرافض لهذا الزواج. وفقا لتقدير كريستيان فايزنر المتحدث باسم حركة: "نحن الكنيسة" فإن ثلث الأساقفة الألمان لا يريدون الإصلاح بشكل عام. وربما كان هذا أحد أسباب عدم ظهور هذه القضية، على الأقل رسميا، في جدول أعمال الملتقى الدائم للأساقفة الألمان هذا الأسبوع في مدينة إنغولشتات. وبدلا من ذلك فإن لجنة داخلية كلفت وفقا للكاردينال ماركس بـ "إعداد الموضوع أولا". ويؤكد ماركس  أنه لم يتحدث "علانية" أبدا عن مباركات لهذه الزيجات، وذلك بالرغم من أن الأمر أصبح أمرا غير نادر على المستوى المحلي في الكنائس الأصغر في ألمانيا، إذ انتشرت نوع من  مباركة الزيجات المثلية، لأن ممثلي بعض الكنائس يكونون تعاليمهم بأنفسهم ويتعاملون بشكل مستقل عن التوجه العام للكنيسة" حسبما رأى شتيفان هيرينغ، المتخصص في قوانين الكنيسة بجامعة ميونخ، مشيرا إلى أن ذلك يتم بشرط المحافظة على السرية ر.م/ع.أ.ج ( د ب أ)

مشاركة :