ما وراء هـروب الفـتيات

  • 10/27/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

• سجلت حالات هروب بعض الفتيات في المجتمع السعودي تزايدا في الأعداد، حسب دراسة أجراها أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (د. منصور العسكر) توصلت إلى أن «هروب الفتيات تحول أخيرا إلى ظاهرة، بعد تزايد الأعداد خلال الأعوام الماضية» فيما بلغ عدد حالات الهروب «بين 1500 و3 آلاف حالة» أما رئيس مركز التنمية الأسرية في محافظة الأحساء (د. خالد الحليبي) فأشار إلى «أنه تم تسجيل 1400 حالة هروب في عام واحد». *** • الخطير أن دراسة الدكتور العسكر، كشفت عن «رصد شبكات خارجية في بلدان عربية، تستغل هروب الفتيات، لاستدراجهن إلى أعمال منافية للأخلاق، ومحاكم في الرياض وجدة، سجلت مثل هذه الحالات» أما كيف يتم ذلك، فمن خلال «صديقاتهن في تلك البلدان، فبعض الفتيات تجبر عائلتها على قصد هذه البلدان، بحجة قضاء الإجازة الصيفية، وبعد الوصول تهرب الفتاة، بالاتفاق مع صديقتها، التي تتولى تسهيل أمرها، لتكتشف لاحقا أنها تعمل مع شبكة غير أخلاقية». *** • لست بصدد تحليل الدراسة، لكن ذلك لا يمنع من القول: إن هذه الدراسة وما أسفرت عنه من نتائج، ينبغي التأمل والتفكير فيها والتساؤل: إلى أين تسير المشكلة ؟ وما الذي سيحدث بعد ما حدث ؟ وقضية هروب الفتيات، يمكن أن تتحول إلى بؤر موقوتة تنفجر منها، أو تنفجر فيها، وعندها يعيش المجتمع في حالة توتر دائمة، وذعر، وخوف، ووجل. ولكن مهلا يا قوم: أتعرفون لماذا يهرب بعض الفتيات من منازل أسرهن ؟ لا أجيب من عندي وإنما التقط الإجابة من الدكتور (منصور العسكر) ويمكن إجمالها فيما يلي : *** ــ «التخلي عن المسؤوليات داخل الأسرة، من خلال تخلي بعض الأبناء أو بعض الآباء عن دورهم الرئيس في تلبية حاجات الأسرة، وإلقائها على عاتق الفتيات، مما يشكل ضغطا كبيرا عليهن، من خلال انشغال بعض الآباء أو الأبناء، في السهر مع الأصدقاء، أو السفر، أو في أعمال خاصة، وبالتالي يصبح العبء كبيرا على الفتيات داخل الأسرة، لإنجاز أعمال كثيرة». ــ «منع بعض الأسر بناتها من زيارة صديقاتهن، أو الخروج من المنزل، مما أسهم بشكل كبير في زيادة الضغط النفسي عليهن، وهو ما دفع بعضهن إلى التفكير في الهرب، للتخلص من الحياة القاسية، التي يواجهنها داخل المنزل». *** • إن هروب الفتيات أمر في منتهى الخطورة، ينذر بـأن العلاقات الأسرية تكاد تنهار تماما، وهذه ليست نظرة متشائمة، وإنما هي دعوة إلى الحذر، والقضية أكثر تعقيدا وتشويها. *** • لا أدعو إلى تجاوزات متحررة من كل الضوابط في تعامل الأسر مع الفتيات، فالانضباط يؤدي إلى المعرفة، وهذه الدراسة تطرق أبواب هروب بعض الفتيات في عنف، وترسم صورة كئيبة لما ينجم عنه.

مشاركة :