أعلنت روسيا، أمس، أن مقاتلين معارضين في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق رفضوا عرضاً روسياً لانسحاب آمن، مضيفة أنهم يستخدمون مدنيين هناك دروعاً بشرية، فيما اعتبر «الكرملين»، أن الدول الراعية للإرهاب هي من يتحمل مسؤولية ما يجري في الغوطة الشرقية، دون أن يُسمي تلك الدول، بينما أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن روسيا مستعدة لدراسة قرار للأمم المتحدة، بشأن اتفاق هدنة لمدة 30 يوماً في سوريا.وقال لافروف في مؤتمر صحفي في بلجراد «قبل بضعة أيام عرض جيشنا في سوريا على المقاتلين انسحاباً آمناً من الغوطة الشرقية على غرار إجلاء المقاتلين وعائلاتهم، الذي تم الترتيب له شرقي حلب». وأضاف، أن «جبهة النصرة وحلفاءها رفضوا بشكل قاطع العرض وهم يستخدمون المدنيين في الغوطة الشرقية دروعاً بشرية». ولفت لافروف إلى أن روسيا مستعدة للنظر في مشروع قرار لمجلس الأمن، يدعو لوقف لإطلاق النار لثلاثين يوماً في سوريا، ما دام ذلك لا يشمل تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» الفرع السوري السابق لـ«القاعدة». من جهة أخرى، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بسكوف، أمس، إن الدول الداعمة للإرهاب تتحمل مسؤولية التطورات الجارية في الغوطة الشرقية دون أن يُسمي تلك الدول. ونسبت وكالة أنباء «إنترفاكس» إلى بسكوف قوله، خلال مؤتمر صحفي، إن «روسيا وإيران وسوريا ليست من الدول الداعمة للإرهاب، وهي تخوض صراعاً لا هوادة فيه ضد الإرهاب». وامتنع بسكوف عن الإجابة على سؤال عمّا إذا كانت روسيا ستستخدم حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار قدمته دولة الكويت والسويد في مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن، قائلاً: «إن وزارة الخارجية الروسية والبعثة الروسية في منظمة الأمم المتحدة تتوليان معالجة هذا الملف». ووصف بسكوف الوضع في سوريا بأنه «صعب»، مضيفاً أن الأطراف المعنية تبذل جهوداً مركزة؛ لمعالجة الوضع هناك.وكان المتحدث باسم الحكومة التركية، بكير بوزداج ذكر، أمس، أن روسيا وإيران قد أعربتا عن رغبة قوية في أن تجري بلاده مفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية في دمشق، في الوقت الذي تتقدم فيه القوات التركية باتجاه شمالي سوريا، مشيراً إلى أن تركيا ليست على اتصال رسمي بدمشق؛ لكنها من الممكن أن تحتفظ بقنوات عبر وكالة استخباراتها عند الحاجة لذلك. (وكالات)
مشاركة :