أمل سرور اختيار منطقة «لامير» لاحتضان ذلك العُرس الفني الذي تنظمه دبي سنوياً ألا وهو «دبي كانفس» لم يكن أبداً عشوائياً أو بمحض الصدفة، بل لأنها تلك الواجهة العالمية التي استحقت بجدارة أن تكون منبراً للفن العالمي من خلال تلك النسخة الرابعة من المهرجان التي تنطلق الأسبوع المقبل.وستشهد هذه المنطقة بقوة على تجليات «فن الجرافيتي» الذي سيتبارى من خلاله فنانون، هم الأشهر عالمياً في هذا المجال، في إظهار براعتهم في التعبير عن موضوعات ذات طابع حداثي تستلهم الروح الإبداعية لدبي، تأكيداً على رسالة المهرجان الساعي لإبراز قيمة الإبداع كعنصر رئيسي من عناصر الحياة في مدينة الأحلام، وأحد مكونات قصة نجاحها في مختلف المجالات.منطقة «لامير» التي طورتها «مراس»، تمتد على مساحة 13,4 مليون قدم مربعة وتقع ما بين «بيرل جميرا» و«جميرا باي». منذ النظرة الأولى على أجواء المنطقة سرعان ما تلحظ بأنها ذات أسلوب مميز وفريد للحياة، انطباع ينتابك عندما تعلم أن تلك الوجهة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، «لامير ساوث»، و«لا مير نورث» و«ذا وارف»، وسرعان ما تتأكد بأن الانطباعات الأولى تدوم عندما يقع ناظراك على تصاميم المباني والساحات العامة والعمارة العبقرية لمبانيها، تلك التي استلهمت زخرفتها من الطابع الغني الذي يميز أعماق البحار بما تحمله الأمواج من أخشاب ومعادن وكنوز لتلقيه على الشاطئ. هو إحساس بأنك توحدت مع أعماق البحار في محاولة لفهم ما تخفيه من أسرار وأساطير.كانت علامات الإرهاق تبدو على ملامح نورجينا باولونا التي تقترب من الخمسين من العمر، وعندما تحدثت إليها عن ذلك قالت: أشعر بالفعل بالإرهاق وأعتقد أن السبب يرجع إلى أنني اكتشفت أنني أتجول في «لامير» منذ ما يقرب من 4 ساعات متواصلة، ما بين المراكز التجارية والتنزه في تلك الأجواء المفتوحة التي نفتقدها في بريطانيا. والحقيقة أن أكثر ما شدني للمنطقة هو طابعها الذي يجمع بين التصاميم العصرية والبسيطة، ولعل هذا هو ما يضفي مزيداً من الروعة على هذا المكان الساحر، بالإضافة إلى أنني وجدت كل ما أريده وبأشكال متنوعة ومختلفة بدءاً من المطاعم والمقاهي وحتى الشراء والتسوق، واللافت للنظر هو الأسعار التي أراها من وجهة نظري مناسبة بل أرخص بكثير من بلادنا.«مفهوم جديد وواجهة عالمية مبتكرة للترفيه والتسوق» هذا الوصف للأمريكية مونيكا ورفي، التي اختارت «لامير» لقضاء عطلتها السنوية. وتقول: كل ما توفره دبي من تجارب تكون مميزة، متفردة، أصبحت بالفعل مدينة عالمية، وفي كل زيارة لها تفاجئني بكل ما هو جديد، وتلك المنطقة جمالها لا يوصف، وبالفعل عززت موقع دبي كوجهة عالمية رائدة للتسوق والسياحة من خلال ما تقدمه من الخدمات الترفيهية والتسويقية، والأجمل هو المصادفة التي ستجعلني أتابع عن كثب مهرجان «دبي كانفس»، ذلك الكرنفال الفني الذي كنت أتابع أخباره من الصحف العالمية، لذا سعدت بأنني ساكون من رواده واختيار واجهة «لامير» عبقري، فهو مكان يجبر الإنسان على اكتشاف ذاته.أشرد بذهني وأطلق العنان لقدمي لتسيرا بإرادة كاملة وإصرار على خوض تجربة التجوال في أكبر مساحة ممكنة تستوعب طاقتي. أقف لألتقط الأنفاس وسط تلك الجموع من كل الأجناس ما بين العربية والغربية والآسيوية. ها هو المكان بدأ يمتلئ بالحياة والناس، وها هي المقاهي والمطاعم المختلفة تَعج مقاعدها بالبشر، وها هي الأعين بدأت تحدق فيما بين المراكز التجارية والعالمية المنتشرة في المكان، وها أنا أتأمل الحالة بأكملها وقد راحت نسمات الهواء تداعب سعف النخيل المُلقى جانب «لامير»، التي تتمتع بشواطئ استثنائية بطول 2,5 كم، وها أنت على مقربة من معالم مدينة الأحلام الشهيرة مثل متحف الاتحاد وقناة دبي المائية.أقف أمام المنطقة الوسطى والمسماة «ذا وارف» والتي تتميز بطابعها الصناعي البارز من خلال استخدام الفولاذ الصدئ، لأرقب البشر من كل الأعمار وهم يستمتعون بالمنتزه المائي الذي راحوا يركبون فيه الأمواج، ويعتبر الأول من نوعه في المنطقة. أتأمل صالات السينما، والمتاجر، والمقاهي، والمطاعم، والوحدات الفندقية والأخرى السكنية، فلا أجد سوى علامات الراحة على الوجوه الزائرة والقاطنة. أتابع الأطفال وهم يجذبون ذويهم صوب منطقة الألعاب وهي ضخمة وجاذبة لانتباه الكبار قبل الصغار، الجميع في حالة من الانطلاق والاستمتاع بروعة وعبقرية المكان، كل ما تحلم به تجده متاحاً بين يديك. تلك هي فلسفة مدينة دبي وبالتالي فإن كل بقعة على أرضها لا تحمل في طياتها سوى هذه الفلسفة التي ترفع شعار«عليك أن تحلم وعلينا أن نحقق لك هذا الحلم».
مشاركة :