رافق ظهور التقنيات الرقمية وبداية انتشار استخدامها في صناعة الأفلام السينمائية ردود فعل متباينة، ما بين متحمس لها يرى فيها أموراً إيجابية، ويتنبأ لها بأن تصبح مستقبل السينما، ورافضين لها باعتبار الناتج منها لا يرقى للجودة التي بلغتها صناعة الأفلام.شباب هواة بداية يؤكد الباحث والناقد السينمائي خالد ربيع أن «سينما الديجيتال» تأخذ حيزا كبيرا في حصيلة الإنتاج السينمائي في دول عديدة، لا سيما من فئة الشباب في الدول العربية المعروفة بصناعة السينما عموما، تماما كما يحدث في الإنتاج السينمائي السعودي الذي اعتمد بشكل كامل على كاميرات الديجيتال وتقنيات برامج الجرافيك، مشيرا إلى أنه لم ينتج فيلما سعوديا بتقنية الـ 8 ملم أو 35 ملم إلا المخرج الرائد عبدالله المحيسن. ويكمل ربيع: نحن في السعودية لا نعرف سوى الإنتاج بالكاميرات الرقمية وتبعاتها من برامج الجرافيك في الصورة والصوت، وبالتالي التكلفة التي تحددت من واقع التجارب هي التكلفة التي أصبحت متعارفا عليها الآن، لهذا فلا تأثير على سوق انبنى من هذا الحد، حتى ان لفظة سوق لا تنطبق على واقعنا، فكل ما لدينا شباب هواة يساندون بعضهم مجانا في انتاج الافلام القصيرة، وان حدث ان تحددت اسعار للمصورين فهي أسعار خاضعة لمبادئ الصداقة «والفزعة» كما نقول بالعامية. إبداع فني# ويرى المخرج السينمائي محمد سندي أن السينما الرقمية ببساطة هي تقنية جديدة في التسجيل والعرض، من إيجابياتها إتاحة الإنتاج لعموم الهواة الراغبين في صنع الأفلام بتكلفة بسيطة، سواء للأفلام القصيرة أو الأنواع الأخرى كالروائية والتسجيلية الطويلة، كما تفتح المجال واسعاً أمام تجسيد ما تجود به المخيلة من رؤى في صميم عملية الإبداع الفني، إضافة لذلك فقد حلت مأزق الإنتاج وإشكاليات الاحتكار والخضوع للشركات الكبرى. ضعف المضمون أما الناقد والكاتب السينمائي د. فهد اليحيا، فوضح أسباب رفضه للتقنية قائلا: لا أحبذ السينما الرقمية فهي ستفتح المجال للكل دون تميز، حيث إن مشكلة «السينما الرقمية» تكمن في نقاء الصوره ودقتها، وهذا ما قد يجعل صانع الفيلم ينجرّ وراء سحر التقنية مفرغاً فيلمه من المضمون، أما الناحية الأخرى من السلبيات فهي ذات طابع منهجي فلسفي يرتبط بالنتائج المرتبطة بهيمنة التقنيات الرقمية على السينما، كما أن كل الأجهزة الحديثة والتكنولوجيا وتطويرها تؤثر وتربك سوق التوزيع السينمائي.
مشاركة :