الوزير "مدني" يوضح 3 ثوابت للسياسة الخارجية السعودية

  • 2/23/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أقام سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة، أحمد بن عبدالعزيز قطان، أمسية ثقافية "رياض النيل"، وكان ضيف شرفها وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني، الذي ألقى محاضرة تحدث فيها عن "السياسة الخارجية للمملكة"، بحضور عدد من الوزراء والشخصيات العامة والمفكرين والسياسيين والسفراء والإعلاميين. وفي بداية الأمسية، أكد قطان، أن لمصر مكانةً خاصةً في قلبه، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1964م، ثم أهدى الدكتور نزار درع "رياض النيل". من جانبه، قال الدكتور مدني، إن هناك ثلاثة محاور رئيسية تحدد نهج السياسة الخارجية السعودية، أولها: محور الثوابت، فمنذ أن تأسست المملكة وهي تسير على منوال ومنهج ثابت في سياستها الخارجية، والمبادئ الأساسية التي حكمت ولا تزال تحكم هذا النهج لم تتغير أو تتبدل، وتتمثل في أن أي قرار أو تحرك سياسي خارجي ينبع أساسًا من حقيقة أولية، مؤداها أنها جزء من الأمة العربية الإسلامية. وأكّد أن السياسة الخارجية للمملكة تتسم بأخذها بالأساليب الجادة المعتدلة البعيدة عن الصخب والضجيج، وعدم تعاملها بوجهين أحدهما معلن والآخر مستتر، ونفورها من الشعارات المضللة والطروحات الجوفاء الخالية من المضمون، إضافة إلى إيمانها الراسخ بالسلام العالمي، وبالاستقرار الدولي والإقليمي، ووضع أسس للعدالة في التعامل بين الدول في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. أما المحور الثاني، فهو الخاص بـ"المتغيرات والمستجدات" على الساحة الدولية، فهناك عدد من المستجدات والمتغيرات التي فرضت نفسها على العلاقات الدولية، وحظيت بعناية فائقة من قبل صانعي القرار السياسي في المملكة، ويتم التعامل معها بكثير من الموضوعية والحكمة والاهتمام، ومنها قضايا الإرهاب، وحوار الحضارات، وتأثير ثورة الاتصالات والمعلومات على أساليب الدبلوماسية المعاصرة، والتغير في هيكلية العلاقات الدولية، بالإضافة إلى قضايا الطاقة والبيئة والمناخ والأزمات المالية العالمية. وأضاف أن المملكة أخذت موقفًا صلبًا وقويًّا من ظاهرة الإرهاب، بغية مكافحتها واحتواء آثارها المدمرة، كما دأبت المملكة على المطالبة بالتعاون الدولي الجاد في سبيل إيجاد المناخ الصحي لنشر قيم الحوار والتسامح والاعتدال، وبناء علاقات تعاون وسلام بين الثقافات والشعوب والدول، والتحذير من التطرف والغلو والتعصب والاقصاء. أما المحور الثالث، فهو "محور التحديات"، حيث إن التهديد الإيراني للأمن والاستقرار في المنطقة يأتي في مقدمة هذه التحديات. مشيرًا إلى تدخل إيران السافر في الشؤون الداخلية للدول، قائلًا: "منذ قيام ما يُسمى بالثورة الإسلامية في إيران في عام 1979م، وحتى الآن وجدت المملكة نفسها في مواجهة مستمرة مع التحدي الإيراني الذي أخذ عدة أشكال وصور، ابتداءً من إفرازات الحرب العراقية الإيرانية، ومرورًا بعبث ما يسمى بحزب الله المدعوم من إيران في الساحة اللبنانية، وما تمارسه إيران من أنشطة محمومة وتخريبية في الخليج والبحرين، بالإضافة إلى تدخلاتها السافرة والمباشرة في العراق وسوريا، وانتهاءً بالأوضاع الخطيرة التي يجتازها اليمن حاليًا". وأشار إلى تحديات أخرى واجهتها المملكة، مثل "القاعدة" و"داعش" و"النصرة"، وغير ذلك من منظمات إرهابية وميليشيات مسلحة، تعيث في الأرض فسادًا وتبث الرعب والدمار، إضافة إلى تحدي إفرازات ما يسمى بـ"الربيع العربي" الذي تحول فعليًّا وواقعيًّا إلى خريف عاصف وجدت مختلف التيارات والجماعات الخارجة عن السلطة فيه وسيلة للوثوب إلى السلطة، والتحكم في مصائر الشعوب والبلدان. وحول العلاقات السعودية المصرية، أوضح "مدني"، أن الحديث عنها بمثابة "الحلو" الذي يأتي في نهاية أي مأدبة طعام، مؤكدًا على صلابة وقوة هذه العلاقة الأبدية، قائلًا: "إننا في المملكة نؤمن أن مصر منا ونحن منها، ديننا ودينها واحد، وطنها ووطننا قطعتان من هذا الشرق الأصيل بعاداته وتقاليده وحضارته وثقافته، وماضيها وماضينا فصلان من كتاب واحد في تاريخ العرب والمسلمين". وأكد أنه "إذا سلمت مصر سلمنا.. وإذا سلمنا فقد سلمت مصر.. فنحن لها الدرع الواقية، وهي في موقعها الرابض درع لنا، فلقد اتحدت مصائرنا إذن على الحالين، وارتبطت أواصرنا.. أواصر الأخوّة في الحاضر، كما كانت في الماضي، وكما لا بد أن تظل أبدًا."

مشاركة :