يتفنن إعلام حزب الله اللبناني المدعوم من إيران كل يوم في اختلاق القصص والأكاذيب حول المملكة، ويحاول أن يحمّلها كل حماقاته وحماقات الآخرين، بل كل ما يجري في المنطقة من مآس وويلات، وهو لا يسأم من ترديد هذه الأكاذيب حتى بعدما تتكشف مع الأيام لأنه يبيع بضاعته على جمهور تعوّد أن يتمسح بـ «سبّاط» السيد، وعمائم آيات طهران، حيث لا يرى إلا بعيونهم، ولا يسمع إلا بآذانهم، ومن يفكر منهم في استخدام حواسه ليشير إلى من زج بهم في هذه الأتون المتفجرة، فإن مصيره سيكون حتما مثل مصير أولئك الذين ظهروا على بعض الشاشات ذات لحظة إفاقة ضمير، ليتهموا السيد بأنه هو من دفع أبناءهم للذبح في سوريا، وورطهم في اليمن وفي غير مكان، لكنهم ما لبثوا أن خرجوا للناس بوجوه كالحة وهم يحلفون باسم السيد المطاع. هذا الإعلام الأصفر نسي فيما يبدو أننا في زمن «تويتر» و»فيسبوك»، وأن العالم ما عادت تنطلي عليه تلك التلفيقات التي تحاول التعمية على بعض الجماهير، وصرف أنظارها عن الكارثة التي أنجزها الحزب عندما حوّل البلد إلى رهينة بيد الولي الفقيه، ولا يزال يجره إلى مزيد من الأزمات التي تنتظر أي صاعق عرضي لتنفجر من جديد. المملكة أصبحتْ لديها مناعة قوية ضد هذا الإعلام الرخيص، ولم يعد بالتالي يحرك فيها ذرة تراب، مهما بلغ ضجيجه، وفبركاته، ولم تعد تعطيه أي اهتمام لا من خلال ردود التكذيب، ولا من خلال المواجهة الإعلامية، وافتتاحية هذا اليوم لا تخرج عن ذات السياق الذي يعتمد التجاهل مع هذا الإعلام الأصفر الذي ينز بصديد البغضاء، وإنما أردنا فقط أن نكشف عن مدى بلادته التي أوقعته في الذم بنكهة الإطراء، وهو يتنكر لدور المملكة، ويرميها بأبشع التهم، ويصفها بالثانوية تارةً، فيما يُحمَلها تارةً أخرى كل ما يجري في المنطقة، فإذا كانت المملكة على هذا القدر من الهامشية والضعف فما الذي يجعل لها كل هذا الحضور في إعلامكم؟، أليس هذا هو التناقض بعينه؟، ثم كيف تفسرون افتتاحياتكم التي تُحمّلون فيها المملكة ما يحدث للقدس ولفلسطين، وما يجري هنا وهناك؟، ألا يعني هذا أنكم أمام قوة عظمى إذا كان لها كل هذا النفوذ كما يقول إعلامكم ضمنيا؟.
مشاركة :