أعاد إعلان هيئة البيئة في أبوظبي، نفوق 5 من أبقار البحر النادرة، الجدل مجدداً حول مدى الوعي الكافي للصيادين بضرورة المحافظة على البيئة البحرية ومكوناتها، ومدى إدراكهم لخطورة بعض التجاوزات غير المقصودة في طريقة الصيد، وهنا يكون الحديث عن الرقابة الدورية لوزارة التغير المناخي والهيئات البيئية لازماً، إذ إن المشرع الإماراتي سد الباب أمام مثل هذه التجاوزات، بتشريعات وقوانين تحفظ الحياة البحرية والبرية وتحميها، كما أنه فرض غرامات كبيرة على كل مخالف، خاصة فيما يتعلق بالأنواع المهددة بالانقراض، وعليه يصح التساؤل اليوم: أين كانت الجهات المعنية عن حماية الأبقار؟ ولماذا غابت حملات التوعية عن فئة العمالة البحرية؟ وهل يجب على حماة البيئة الانتظار أكثر ليسجلوا نفوق أبقار أخرى أو سلاحف، ليتحركوا؟ وماذا أعدوا لعدم تكرار مثل مثل هذه الحوادث؟ مسؤولو جمعيات الصيد يشيرون إلى أن ما يحدث من سلوكيات تهدد السلامة البحرية، وتنوع الثروة السمكية، مصدره بعض العمالة ممن لا تصل لهم المعلومة بالشكل الصحيح، ويرون أنها حوادث فردية، ولا تتكرر كثيراً، ولا يمكن تسميتها بظاهرة، نظراً لارتفاع مؤشرات الالتزام العام بمختلف القرارات الرسمية الصادرة عن المعنيين، بل إنهم يواصلون سعيهم إلى إبراز دور التنوع السمكي، والمحافظة على الكائنات البحرية، وبالأخص المهددة بالانقراض لما له من دور في الأمن الغذائي، ومردود اقتصادي كبير. وفي ذلك، يؤكد المستشار علي المنصوري، رئيس الاتحاد التعاوني لصيادي الأسماك، التزام الصيادين القرارات كافة الصادرة عن وزارة التغير المناخي والبيئة، وهيئات البيئة في مختلف إمارات الدولة، إضافة إلى بقية الجهات المعنية بشؤون الصيد والصيادين، موضحاً أن ما يحدث من بعض التجاوزات التي تؤدي إلى تهديد سلامة البيئة البحرية، هو سلوكيات مرفوضة، ولا تمثل جمعيات الصيادين. ويتابع: «نسعى بشكل مستمر إلى الاجتماع مع الجهات المعنية للوقوف على مدى التزام الصيادين القوانين الدورية الصادرة منهم، ومعرفة أسباب اتخاذها، ونسب الالتزام، والانضباط من قبل العاملين في مجال الصيد، ونقوم بناء على هذه الاجتماعات بنقل أبرز التوصيات لأعضاء الجمعيات التعاونية، ومناقشتها»، مشيراً إلى قيام الاتحاد التعاوني بتنظيم العديد من الحملات التوعوية، والملتقيات بهدف توعية الصيادين، وإشراكهم في آخر المستجدات في مجالات البيئة البحرية، والمحافظة عليها، لافتاً إلى أنه تم توجيه الجمعيات بالتواصل مع مختلف العاملين في المهنة عن طريق استخدام مختلف اللغات، لضمان إيصال المعلومة لهم بالشكل الأمثل. عمالة غير واعية ويلقي محمد مجرن المرر، رئيس لجنة تسيير الأعمال بجمعية أبوظبي لصيادي الأسماك، باللوم على جهل بعض العمالة بالقوانين والتشريعات، وعدم الدراية الكافية بقوانين البحر، وأهمية الحفاظ على البيئة البحرية، وتنوعها في دولة الإمارات، وشواطئها، ما يؤدي إلى تنامي مثل هذه الحالات. ... المزيد
مشاركة :