قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس الجمعة أن صورا التقطت بالأقمار الاصطناعية أظهرت أن 55 قرية على الأقل من قرى الروهينجا في شمال راخين سويت بالأرض في الأشهر القليلة الماضية، ونددت بالحكومة لإزالتها بالأدلة في أماكن اتُّهم فيها الجيش بارتكاب فظائع.وفرغت مناطق شمال ولاية راخين في شكل شبه كامل من سكانها الروهينجا منذ أغسطس آب الماضي عندما تسببت عملية عسكرية بنزوح نحو 700 ألف من أفراد هذه الأقلية المضطهدة عبر الحدود إلى بنجلاديش.واتهمت الأمم المتحدة ميانمار بشن حملة تطهير إثني ضد الأقلية المسلمة التي تتعرض للتمييز في الدولة ذات الغالبية البوذية.وتنفي ميانمار الاتهامات لكنها منعت دخول محققي الأمم المتحدة إلى منطقة يعتقد أن آلاف الروهينجا قتلوا فيها، كما أن مئات من قرى الروهينجا أحرقت في الأشهر الأولى لأعمال العنف العام الماضي، عندما قام جنود ومسلحون بوذيون بترهيب الروهينجا بحرق متعمد للقرى وإطلاق نار وعمليات اغتصاب، بحسب اللاجئين.ومنذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي قامت سلطات ميانمار بتدمير 55 قرية إضافية بالآليات الثقيلة وأزالت كل البناء والنبات، بحسب ما أظهرت صور بالأقمار الاصطناعية حصلت عليها هيومن رايتس ووتش.وقال مدير هيومن رايتس لمنطقة آسيا براد آدامز «إن العديد من تلك القرى كانت مسرحا لفظائع ضد الروهينجا ويتعين ابقاؤها كذلك ليتمكن خبراء الأمم المتحدة المكلفون بتوثيق تلك الانتهاكات، من دراسة الأدلة بشكل صحيح لتحديد المسؤولين عنها».وبدأت صور مروعة لقرى سويت بالأرض تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق هذا الشهر بعد ان نشرها دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي.وآنذاك قال وزير الرعاية الاجتماعية في ميانمار وين ميات آيي لوكالة فرانس برس إن التدمير يأتي في إطار خطة «لإعادة بناء» قرى بمعايير أفضل من السابق.وأعلنت ميانمار عن جهود حكومية لإعادة بناء راخين التي دمرتها أعمال العنف، وإعادة لاجئين بموجب اتفاقية مع دكا كان من المفترض أن تبدأ في يناير كانون الثاني، لكن العديد من الروهينجا يرفضون العودة بدون ضمان حقوقهم الأساسية وسلامتهم.كما حذر خبراء من مشاريع إعادة التأهيل الحكومية ووصفوا التدمير الواسع للقرى والمساجد والممتلكات بأنه ليس سوى خطوة أخرى لمحو ارتباط الروهينجا بأراضي أجدادهم ومنعهم من العودة.وغالبية الروهينجا محرومون من الجنسية في ميانمار وممنوعون من التنقل بحرية، ويطلق عليهم رسميا «البنجاليون»، ما يعني انهم يعتبرون دخلاء مسلمين من بنجلاديش على أراض غالبيتها بوذية، رغم ان العديد منهم يقيمون هناك منذ عقود. (وكالات)
مشاركة :