قصف الجيش التركي بالمدفعية قافلة أثناء اتجاهها إلى منطقة عفرين السورية الخاضعة لسيطرة الأكراد قالت أنقرة إنها تُقل مقاتلين وأسلحة، لكن القوات الكردية قالت إنها كانت تنقل مدنيين قادمين ومعهم طعام وأدوية، فيما ردّت القوات السورية بقصف مصادر النيران التي استهدفت القافلة. وأفادت «روسيا اليوم» بأن الجيش التركي دمر قافلة إغاثية تتكون من عشرات السيارات عند معبر الزيارة التابع لوحدات حماية الشعب الكردي في عفرين، مشيرة إلى أن الحافلات كانت تُقل عشرات المدنيين، إلى جانب سيارات خاصة بنقل النفط والمواد التموينية والطبية. وقال الجيش التركي، في بيان، إن قافلة تضم ما بين 30 و40 سيارة لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية اقتربت من البلدة الرئيسة في منطقة عفرين شمال غربي سوريا. لكن الوحدات الكردية أكدت أن القافلة كانت تنقل مدنيين من منطقة الجزيرة ومن بلدات أخرى تحت سيطرة القوات الكردية. وقال بروسك حسكة، الناطق الرسمي للوحدات في عفرين، إن القافلة كانت تضم المئات واستهدفت بالصواريخ عند معبر الزيارة شمالي مدينة نبل بريف حلب الشمالي، وأدى القصف إلى اشتعال النار في بعض السيارات ومقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن عشرة آخرين. وأوضح أن «القافلة كانت متجهة لعفرين للتضامن مع أهالي عفرين، وكانت تحمل مساعدات مكونة من أغذية ومواد طبية». ونقلت قناة «روسيا اليوم» أن مدفعية الجيش السوري ردّت على مصادر إطلاق صواريخ غراد التي استهدفت قافلة عفرين الإغاثية. وأعلن قائد وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة حلب أن مقاتلي الوحدات توجهوا إلى عفرين للمساعدة على صد الهجوم التركي، وأن قوات النظام استعادت نتيجة لذلك السيطرة على الأحياء التي يسيطر عليها الأكراد في المدينة. وقال مصدر ميداني لوكالة «سبوتنيك» الروسية إن «الجيش السوري تسلّم مدينة تل رفعت التي كانت تحت سيطرة قوات الحماية الكردية» إثر اتفاق بهذا الشأن. وأضاف المصدر أن «الجيش السوري سيدخل تل رفعت خلال الساعات المقبلة بعد مطالبات من وحدات الحماية»، مشيراً إلى أنها «قامت بتسليم الجيش السوري عدداً من الأحياء في مدينة حلب بعد أن كانت تسيطر عليها». وادعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الجيش يبذل كل جهد ممكن لتجنب تأذي أي مدنيين مما يطيل أمد العملية. وأضاف أن «منطقة عفرين سيتم تطهيرها من الإرهابيين في أقرب وقت، وستتم إعادة مئات الآلاف من سكان المنطقة الموجودين في تركيا إلى بلادهم». وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس، إنها حققت في ثلاث هجمات في عفرين الشهر الماضي لم تتمكن فيها القوات التركية من منع سقوط ضحايا مدنيين. وأضافت: «يبدو أن المدنيين يواجهون التشريد والموت بسبب طريقة تنفيذ الهجوم التركي الأخير». وذكر وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، في تعليقه على إرسال الحكومة السورية قوات شعبية إلى عفرين، أن «كل من يدعم الإرهاب سيكون هدفاً لنا». حصيلة قالت رئاسة هيئة أركان الجيش التركي، في بيان، إن حصيلة القتلى في صفوف الوحدات الكردية بلغت 1873 قتيلاً منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» يوم 20 يناير الماضي. وذكرت أن العمليات البرية والجوية مستمرة ضمن «غصن الزيتون» لتحييد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي وتنظيم «داعش» في عفرين.
مشاركة :