حض المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الشعب العراقي على إجراء «تغيير سياسي» خلال الانتخابات العامة المقبلة المقررة أواسط أيار (مايو) المقبل. وأشار الشيخ عبد المهدي الكربلائي، مساعد السيستاني، خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء أمس، إلى أن «التغيير قد يواجه صعوبات وتعقيدات وإرادة معطلة، لأنه يتصادم مع مصالح آخرين يحاربون الإصلاح، وهنا نريد الأمل والإرادة والعزيمة، وهذا التغيير قد يستغرق مدة طويلة للوصول إلى الهدف». ودعا الكربلائي إلى «عدم انتظار أن يأتي التغيير من الآخرين»، موضحاً أن «التغيير ينطلق من النفس، سواء أكان فرداً أو مؤسسة أو مجتمعاً». ولفت إلى أن «التغيير يحتاج إلى منهج ومن دونه لا يمكن معالجة الأخطاء والفشل والإخفاقات». وأكّد أن «على كل فرد أن يبادر إلى التغيير من موقعه سواء في مدرسة أو دائرة حكومية أو عشيرة أو كيان سياسي، لأنها انطلاقة صحيحة نحو الهدف». وزاد: «يبدأ التغيير من الاعتراف بالأخطاء والفشل ومن ثم الإرادة والعزيمة». ولفت الكربلائي إلى أن «الناس بحاجة إلى قادة أكثر من المنهج، ويجب أن يتاح لهم هذا التغيير، إلا أن هذا يتوقف على مجموعة من الصفات ومن يملكها عليه التصدي للمسؤولية». ودعا إلى «إتباع أسلوب الحكمة والتدرج في التغيير خطوة خطوة بأسلوب حكيم وإفهام الآخرين بأن هذا النهج خاطئ وغير صحيح، فليس من السهولة أحياناً أن يغير الحالة المطلوبة بزمن قصير». وشدّد على أن «المجتمع يصلح نفسه بنفسه من دون الحاجة إلى حكومات وأنظمة استبدادية ومن دون عوامل رقابية، فهو يراقب نفسه وينفذ الإجراءات الإصلاحية».
مشاركة :