استهدفت أربعة هجمات تبنت حركة طالبان ثلاثة منها، القوات الحكومية الأفغانية اليوم السبت، وأدت إلى مقتل 23 شخصا وجرح أكثر من عشرين آخرين، بعد سلسلة من الاعتداءات الدامية التي طالت مدنيين خصوصا في نهاية يناير/ كانون الثاني. واستهدفت هجمات انتحارية أو مسلحون قاعدة عسكرية ومقرا للشرطة ومقرين لإدارة الأمن الوطني (الاستخبارات) بفارق ساعات. وباستثناء الهجوم على مقر الاستخبارات في كابول الذي نفذه انتحاري راجل وتبناه تنظيم «داعش»، عبر تطبيق «تلغرام»، تبنت حركة طالبان على حسابها على «تويتر» الاعتداءات الثلاثة الأخرى. وقتل في هجوم كابول ثلاثة أشخاص وجرح خمسة من موظفي جهاز الاستخبارات، حسب آخر حصيلة لوزارة الداخلية الأفغانية. وصل الانتحاري سيراً وعبر آخر نقطة تفتيش بلا صعوبة وفجر نفسه عند مدخل المبنى. وكتب تنظيم «داعش»، في إعلان التبني، أن الانتحاري «انطلق ملتحفا سترته الناسفة نحو مقري الاستخبارات الأفغانية الرئاسة، والرئاسة 40، اللذين يعدان من أشد الإدارات الأمنية تحصينا وأعظمها بطشا وتنكيلا بالمسلمين»، وأنه اجتاز «الحواجز الأمنية ليصل إلى البوابة الثانية حيث فجر سترته الناسفة». وقال مساعد الناطق باسم الوزارة نصرت رحيمي، إن «الرجل كان أنيقا ويرتدي ربطة عنق»، في تكتيك جديد للإفلات من حواجز المراقبة، واعترض طريقه موظف من إدارة الإمن الوطني عند مدخل المبنى. ووقع الهجوم حوالى الساعة 08,30 (04,00 ت غ)، في ساعة الازدحام. وكان حاجز التفتيش الذي يحرس المدخل إلى مقر المخابرات ووزارات الدفاع والمناجم والشؤون الاجتماعية تعرض لهجوم انتحاري أسفر عن سقوط ستة قتلى في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، تبناه كذلك تنظيم «داعش». وبدأت سلسلة الهجمات ليل الجمعة السبت في ولاية فرح غربا المحاذية لإيران، حيث صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية دولت وزيري، أن 18 جنديا على الأقل قتلوا في هجوم استهدف قاعدة عسكرية في بالا بولوك. وأعلن وزيري إرسال لجنة تحقيق إلى موقع التفجير.هجوم ليلي وقع الهجوم ليل الجمعة السبت حوالى الساعة الثانية فجرا في هذه المنطقة المعزولة على الحدود بين ولايتي هلمند وهرات. وتبنت حركة طالبان الهجوم في تغريدة على «تويتر». وتحدث الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد، عن «مقتل عشرين جنديا وخطف اثنين» آخرين. كما استهدفت طالبان التي تخوض حركة تمرد على الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة والقوات الغربية في حلف شمال الأطلسي، موقعين للاستخبارات والجيش في هلمند معقل مقاتلي الحركة التي تسيطر على عشرة من 14 إقليما في هذه الولاية الجنوبية التي تؤمن نصف إنتاج الأفيون الأفغاني. فقد ذكر ناطق باسم سلطة هلمند عمر زاواك لـ«فرانس برس»، أن هجوما وقع في إقليم ند علي الذي استعاده الجيش الأفغاني قبل أشهر، موضحا أن مقاتلي طالبان أطلقوا آلية هامفي مفخخة ضد قاعدة عسكرية، لكن «الجنود تمكنوا من رصدها وتدميرها بقذيفة مضادة للدروع (آر بي جي)»، قبل أن تصل إلى هدفها. وكان مقاتلو طالبان استولوا على عشرات من عربات الهامفي التي يملكها الجيش الأفغاني في خريف 2016، خلال معارك أدت إلى فرار أو استسلام عدد كبير من أفراد القوات الحكومية. ومنذ ذلك الحين شنت القوات الأمريكية غارات جوية عديدة لتدمير هذه العربات التي تستخدمها الحركة باستمرار لتنفيذ عمليات انتحارية. وبعيد هذه العملية، انفجرت سيارة مفخخة أمام سور مكاتب إدارة الأمن الوطني (الاستخبارات)، في لشكر كاه عاصمة ولاية هلمند، ما أسفر عن سقوط ثمانية جرحى، كما قال الناطق باسم شرطة هلمند سلام أفغان في اتصال هاتفي أجرته «فرانس برس». وشهدت أفغانستان في نهاية يناير/ كانون الثاني، أربعة هجمات متتالية خلال أسبوع واحد بينها ثلاثة في كابول أسفرت عن سقوط أكثر من 130 قتيلا، و250 جريحا. ومنذ ذلك الحين يشهد الحي الدبلوماسي والشوارع التي تضم مبان رسمية حالة استنفار مع إقامة حواجز أمنية وإغلاق محاور طرق، ما يسبب اختناقات في حركة السير. ويرغم هذا الوضع سكان كابول على التخلي عن سياراتهم ويعزز المخاوف من وقوع اعتداءات وسط زحمة السير.
مشاركة :