قدر عاملان في مجال الحج إجمالي إنفاق الحجاج لموسم حج هذا العام بأكثر من 32 بليون ريال، بزيادة 3 في المئة مقارنة بالعام الماضي، مرجعين ذلك إلى زيادة طفيفة في عدد الحجاج مقارنة بالعام الماضي. وبحسب إحصاءات مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، فإن إجمالي عدد حجاج هذا العام بلغ 2.085 مليون حاج، منهم 1.389 مليون حاج من الخارج، يمثلون 66.6 في المئة من إجمالي الحجاج هذا العام، في حين بلغ عدد حجاج الداخل 696.185 حاجاً، يمثلون 33.4 في المئة من إجمالي عدد الحجاج. وأشارا في حديثهما لـ«الحياة» إلى ارتفاع الأسعار في ما يخص قطاع الإعاشة وقطاع الإهداء بمعدلات راوحت بين 3 و5 في المئة، في حين سجل قطاع الإعاشة داخل المشاعر المقدسة ارتفاعاً وصل إلى 10 في المئة. وأرجعا هذه الزيادات إلى ارتفاع أجور الأيدي العاملة داخل القطاع، والتي وصلت رواتبها خلال تلك الفترة إلى ما يراوح بين 5 و6 آلاف ريال، في حين راوح إيجار المتر الواحد للأماكن المخصصة كمنافذ بيع داخل المشاعر المقدسة، والتي يبلغ عددها ألف موقع بين 10 و15 ألف ريال. ولفتا إلى أن قطاع الإسكان سجل خسائر في هذا الموسم قدرت 3 بلايين ريال، لا سيما أن نسبة الإشغال في المساكن المخصصة لضيوف الرحمن بلغت 60 في المئة فقط، مؤكدين أن قطاع الإسكان ذا طاقة استيعابية أكثر من عدد الحجاج القادمين لهذا العام. وقال عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة سعد القرشي، إن «حجم الإنفاق المسجل في موسم حج هذا العام 2014 يقدر بأكثر من 32 بليون ريال، تشمل جميع الخدمات المقدمة للحجاج، إضافة إلى النفقات في قطاع الإعاشة والإهداء والإسكان وغيرها». وأشار في الوقت ذاته إلى أن موسم حج هذا العام سجل زيادة في معدل الإنفاق بنسبة 3 في المئة، بسبب زيادة عدد الحجاج هذا العام، والذين زاد عددهم على مليوني حاج، قياساً بالحج العام الماضي، إذ كان عددهم 1.98 مليون حاج. وزاد القرشي: «موسم حج هذا العام شهد زيادة في الأسعار بمعدلات راوحت بين 5 و10 في المئة، خصوصاً في المنطقة المركزية حول الحرم والمشاعر المقدسة»، موضحاً أن أكثر القطاعات التي شهدت زيادة في الأسعار قطاع الإعاشة، إضافة إلى قطاع الهدايا، خصوصاً في المناطق المركزية، سواء داخل مكة المكرمة أم المشاعر المقدسة. واستطرد بالقول: «الزيادة هذا العام في الأسعار شملت النقل بواسطة الحافلات، والذي ارتفعت أسعاره بمعدلات بين 5 و10 في المئة، في حين أن أسعار النقل بواسطة القطارات ثابتة كما هي قيمتها بـ250 ريالاً، تشمل جميع تنقلات الحاج وسط المشاعر المقدسة طوال أيام الحج». واتفق معه رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة المتخصص في إسكان الحجاج منصور أبورياش، مؤكداً في حديثه لـ«الحياة» أهمية وجود ضوابط لأسعار السلع والخدمات في موسم الحج، وقال: «لا بد من ضبط عملية اختلاف الأسعار بين مكان وآخر. ووجود تسعيرة تضعها وزارة التجارة على جميع المنافذ التي تعمل في موسم الحج أمر مهم وضرورة ملحة». وقدّر ارتفاع الأسعار خلال أيام الحج في المنافذ التجارية الموجدة في المشاعر المقدسة بمعدل20 في المئة مقارنة بأسعارها داخل مدينة مكة المكرمة وفي المناطق البعيدة. وحدد أبورياش أسباب زيادة الأسعار في موسم حج هذا العام بعاملين هما: زيادة أجور اليد العاملة في منافذ البيع، والتي وصلت كلفتها خلال أيام الموسم إلى ما يرواح بين 5 و6 آلاف ريال. أما العامل الآخر بحسب أبي رياش فهو ارتفاع قيمة الإيجار في منافذ البيع التي يبلغ عددها ألف منفذ، وقال: «راوحت قيمة إيجار المتر المربع الواحد لمنافذ البيع خلال موسم حج هذا العام بين 10 و15 ألف ريال، إذ وصلت قيمة إيجار المنفذ الواحد 200 ألف ريال خلال الموسم». وأكد في الوقت ذاته أن العاملين السابقين أسهما في الارتفاع الحاصل في قيم السلع المباعة في المنفذ. واستطرد بالقول: «جميع الحملات توفر لمنسوبيها الإعاشة الكاملة من حيث الواجبات الغذائية والنقل وخلافه، إضافة إلى وجود عدد كبير من المنافذ التي توزع الماء واللبن والعصائر والوجبات الساخنة والباردة بالمجان لضيوف الرحمن».
مشاركة :