ذُهلت، كما ذهل الآلاف معي، جراء مسلسل الفضائح الذي لوّث سمعة عشرات المشاهير في هوليوود الأميركية منذ أسابيع.. وبدأ مع المنتج الأميركي هارفي واينستين، الذي لم تسلم الكثيرات من نجمات هوليوود في السنوات الفائتة منها.. وقد كنا نعتقد قبل اندلاع تلك القضايا المذهلة أن المجتمع الغربي، والمجتمع الأميركي بشكل خاص، يعيشان حرية كما نحلم أن نعيشها أيام مراهقتنا وصبانا، لكن الأمور يظهر أنها أعمق مما كنا نظن.. فالممثلات الفاتنات على الشاشة واللاتي نراهن في لقطات كثيرة ونعتقد أن الموضوع كله تمثيل في تمثيل هن سيدات بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لهن كرامة وشرف وإباء ورفض.. وأنهن وان قمن في الماضي بأفعال غير مقبولة أخلاقياً ومجتمعياً، فما كان ذلك إلا من باب الضغط واستخدام النفوذ، فهذا المنتج الذي يملك المليارات، يمكنه أن يوصلك الى عنان السماء في الفن السابع أو فن السينما، أو يلقي بك في مجاهل النسيان! وعندما حانت ساعة الحقيقة انتقمت تلك السيدات المجبرات على بعض الأفعال ضد إرادتهن أو السكوت عن تحرّش لفظي وجسدي غير مقبول، لكنهن سكتن عنه، لكي تسير أمورهن بسهولة ويسر، أي إنهن لم يمارسن ما مارسن، ولم يسكتن عن أفعال أو أقوال شاذة مورست بحقهن، إلا من باب الحاجة أو الستر. * * * ولم يكتفِ المنحرفون في الغرب بممارسة هذه الأفعال في صناعة الفن أو السينما، بل انتقلت تلك التصرّفات إلى أقدس الميادين الإنسانية، وهي المؤسسات الخيرية الإنسانية! ففي بريطانيا تثور هذه الأيام عاصفة عاتية على فضائح سترت عليها مؤسسة أوكسفام الخيرية البريطانية، حيث أقدم عاملون في المؤسسة الإنسانية في تاهيتي وتشاد منذ أعوام عدة على أعمال مشينة.. ففي تاهيتي وجّهت اتهامات باستخدام فتيات ضد الرئيس السابق لعملياتها خلال الهزة الأرضية المدمّرة التي تعرّضت لها الجزيرة عام 2010. الأمر الذي أدى إلى استقالة بين لونس نائبة الرئيس التنفيذي الأسبوع الماضي.. كما ندّد تقرير صحافي بسلوك بعض عمال الإغاثة السابقين، وقال إنهم قد دفعوا المال مقابل أعمال غير أخلاقية، في حين كانوا في مهمة لإغاثة ضحايا الزلزال هناك عام 2010، كما حدث الأمر ذاته مع مدير الطاقم وأفراده في تشاد. المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية (تيريزا ماي) علّقت على فضائح «أوكسفام» بالقول: «على الحكومة البريطانية أن تفعل المزيد لتلتزم الجمعيات الخيرية تعزيز إجراءات الحماية، لضمان ألا يتكرر السلوك المروّع لبعض العاملين في منظمة أوكسفام في المستقبل». وأنا بالنيابة عن إخواني العرب والمسلمين أعلن شجبنا لذلك السلوك البربري الذي يقوم به الغربيون في بلدانهم والخارج. ونحمد الله أننا طلعنا براءة منه، على الأقل في العلن! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغلي Ali-albaghli@hotmail.com
مشاركة :