اليوم .. افتتاح دورة مناظير الأنف والجيوب الأنفية المتقدمة وقاع الجمجمة بجدة

  • 2/25/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تُفتتح اليوم الأحد ندوة جدة الأساسية التاسعة والدورة المتقدمة الخامسة لجراحات الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة الأمامي بالمنظار، وكذلك ندوة جدة الثانية لجراحات الجيوب الأنفية وقاع الجمجمة بالمنظار، وذلك في الفترة من ٢٥ فبراير إلى الأول من مارس لعام ٢٠١٨م، والتي تنظمها الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة والجمعية العربية لجراحات الأنف والجيوب الأنفية بالتعاون مع كلية البترجي الطبية بجدة. حيث تعد نقلة نوعية مهمة في سلسلة النشاطات الطبية التخصصية والتي تهدف إلى بناء وتنشيط المهارات الجراحية اللازمة لجراحي التخصص للوصول إلى جراحات آمنة وناجحة دون مضاعفات بمشيئة الله تعالى. يأتي ذلك بإشراف ومشاركة أبرز الأطباء العالميين في هذا المجال، حيث تستضيف الدورة أساتذة متخصصون من ذوي خبرة عالمية في مجال جراحات الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة بالمنظار من إيطاليا والهند ومن دولة مصر والكويت والإمارات والبحرين وعمان، بالإضافة للأساتذة من داخل المملكة؛ وتشمل قطاعات الجامعات والصحة والقطاعات الطبية لكل من وزارة الدفاع ووزارة الحرس الوطني. وتقوم الدورة على فكرة محاكاة بيئة العمل في غرف العمليات الخاصة بجراحات الأنف والجيوب الأنفية وذلك بجلب المواد التشريحية البشرية اللازمة وعمل الأشعة المقطعية لها واستخدام أدوات جراحية ومناظير مماثلة للموجودة في غرف العمليات بالإضافة إلى التدريب على استخدام جهاز المستكشف الملاحي عند إجراء هذه الجراحات. ‎تهدف الدورة الأساسية لزيادة كفاءة ممارسي جراحات الأنف والجيوب الأنفية بالمنظار لإجراء جراحات آمنة للمريض بتجنب المضاعفات الناتجة من نقص الخبرة العملية للممارس الصحي. ‎كما تهدف الدورة المتقدمة إلى تأسيس فرق عمل للجراحات الحديثة للتعامل مع أمراض وأورام قاع الجمجمة والمناطق المحيطة بالجيوب الأنفية مثل العين والمخ والتجويفات العميقة بالرأس والتي ظل المرضى ولعقود كثيرة من الزمن يعالجون بطرق تحتاج إلى شق جلد وعظم الوجه أو الرأس أو العين والكثير من المعاناة لفترات طويلة من العلاج والنقاهة. ‎برزت فرق العمل في مجال جراحة قاع الجمجمة بالمناظير تدريجيًا في أواخر التسعينات من القرن الماضي وكانت تتضمن جراحات بسيطة مثل رتق ثقوب قاع الجمجمة الأمامي التي تتسبب في تسرب سائل المخ إلى الأنف ثم تبعها تدرج للوصول إلى استئصال بعض الأورام بالغدة النخامية ثم تبعها تطوير في كيفية التعامل مع الأورام الصغيرة في قاع الجمجمة وكذلك الالتهابات العظمية أو تكون خراجًا بقاع الجمجمة في بعض الحالات. ثم تطورت الجراحات تدريجيًا حتى أصبح من الممكن التعامل وبالمنظار عن طريق الأنف إلى المناطق المحيطة بالجيوب الأنفية مثل فتح انسداد القناة الدمعية عن طريق الأنف دون فتحة جراحية بالوجه وكذلك أمكن التعامل مع استئصال الأنسجة الملتهبة أو بعض الأورام داخل تجويف العين عن طريق مناظير الأنف. ومع تطور التكنولوجيا الطبية الخاصة بالأدوات الجراحية مثل المرشد الملاحي (navigation system ) تمكنا من التعامل بأمان مع أورام قاع الجمجمة الممتدة لتجويف المخ دون فتح تجويف الرأس وتجنب إصابة الأنسجة والأوعية الدموية المهمة داخل تجويف المخ وكذلك رتق أماكن الفتح بقاع الجمجمة أما التقنيات الخاصة المستخدمة في هذه الإجراءات فهي استخدام التقنيات العالية من الأشعة التشخيصية وخصوصًا المغناطيسية والأشعة الخاصة بتحديد الشرايين المغذية لتلك الأورام ثم استخدام جهاز المرشد الملاحي (navigation system) لتحديد مكان العمل بدقة كبيرة لتجنب مضاعفات إصابة الأنسجة المهمة في تلك المنطقة. ‎أما ما يخص فريق العمل الطبي الخاص بجراحة قاع الجمجمة فهو يتألف من جراح مناظير أنف وجيوب أنفية وجراح مناظير مخ وأعصاب بحيث يتوجب على جراح مناظير الأنف والجيوب الأنفية فتح طريق من الأنف والجيوب الأنفية للوصول لقاع الجمجمة في منطقة إجراء الجراحة ومن ثم فتح تجويف المخ عن طريق حفارات (دريل) خاصة لنشر عظم قاع الجمجمة. ثم يأتي دور جراح مناظير المخ والأعصاب للتعامل مع الورم داخل تجويف المخ واستئصاله دون المساس بالأعصاب والأوعية الدموية المهمة في تلك المنطقة ويكمل جراح مناظير الأنف والجيوب الأنفية دوره بترميم الفتحة المتبقاة بقاع الجمجمة لوقف تسرب السائل المحيط بالمخ ووضع سنادات خاصة لتثبيت قاع الجمجمة. ‎ومن الناحية التاريخية فقد أسس الدكتور محمد زهران الدورة الأولى الأساسية لجراحة الأنف والجيوب الأنفية بالمنظار في مستشفى الملك فهد بجدة عام ٢٠٠٨ بدعم مباشر من إحدى الشركات ثم توالت الدورات حتى وصل إلى الدورة التاسعة هذا العام والتي ستُقام بمشيئة الله تعالى في كلية البترجي الطبية بجدة وقد استفاد من سلسلة هذه الدورات ما يفوق المائتي طبيب يعمل في تخصص الأنف والأذن والحنجرة داخل وخارج المملكة شاملاً أطباء زمالات التخصص في مناطق المملكة المختلفة. ‎ويرأس اللجنة العلمية لهذا العام الدكتور محمد زهران – استشاري مناظير الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة والذي أكد أن العمل الخاص للجنة العلمية الحالية بدأ منذ عام وشارك فيه كل من أسامة مرغلاني ودكتور طلال انديجاني لتحديد المتحدثين المتميزين في هذا المجال من أوروبا والعالم العربي وكذلك كفاءات مميزة من مناطق المملكة المختلفة فكانت نتائج ذلك هذه الكوكبة العالمية من المتحدثين، حيث تم استضافة اثنين وعشرين متحدثًا ومدربًا منهم سبعة من خارج المملكة وخمسة عشر من منشآت المملكة الطبية المرموقة. ‎يشرف على هذا النشاط العلمي المتميز الدكتور خالد بترجي والذي وافق على قبول 42 طبيبًا متخصصًا للتدريب بهذه الدورات من داخل المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي وخصوصًا من أطباء الزمالات، وذلك دعمًا للتدريب الجيد لأطباء الزمالات فمثل هذه الدورات والمؤتمرات دعم كبير للأطباء في هذا المجال لتطوير الجانب الجراحي وصقل مهاراتهم لإجراء الجراحات بشكل آمن مما يعود بالنفع الكبير للمرضى. ‎وتم اعتماد عدد ٤٠ ساعة تعليم طبي مستمر لهذه الأنشطة الثلاثة من قِبل الهيئة الطبية للتخصصات الصحية.

مشاركة :