حوار: نجاة الفارس أمل المهيري قاصة إماراتية، حاصلة على بكالوريوس اتصال جماهيري من جامعة الإمارات، عملت كصحفية في القسم الاقتصادي، تعمل حالياً في هيئة حكومية، صدر لها مجموعتان قصصيتان بعنوان «حكاية البحر وحكايات أخرى»، و«مع ذاتي». * كيف كانت بدايتك مع رحلة الكتابة، ولماذا اتجهت للقصة القصيرة؟- بدأت الكتابة من خلال عمود صحفي «أوراق» في جريدة الاتحاد، كنت أناقش فيه قضايا مختلفة، ثم كتبت قصصاً قصيرة تناقش الهموم المجتمعية والقضايا الوطنية، واكتشفت أن القصة، من أفضل الطرق لإيصال الفكرة أو الرسالة أو العبر المرادة، ولهذا قمت بنشر بعض القصص في زاوية أوراق، ووجدت تفاعلاً جماهيرياً، ولا أخفي أن ذلك أعطاني دفعة قوية إلى الأمام، كما أنني ممتنة لأنني حظيت بأساتذة مميزين، تعلمت منهم أن القصة تحدث حولنا كل يوم، ولكل إنسان قصة قصيرة، وفي مجتمعنا هناك الكثير منها، وتحتاج فقط من يملك الأسلوب ليعيد صياغتها وتقديمها للقارئ.* من هم أبطال أعمالك الأدبية وأين تجدينهم؟- أقتبس شخصياتي من واقع المجتمع ومن الفريج ومن الذاكرة والأسفار والأساطير، وقد أجد شخصية على قارعة الطريق أو في مركز تجاري، أعتقد أن شخصياتي تحيط بي في كل مكان، وغالبية قصصي مستقاة من الواقع، وأضع عليها لمساتي والحبكة الدرامية أو الكوميدية.* لك مجموعتان قصصيتان، ما محاور كل مجموعة؟- «حكاية البحر وحكايات أخرى» مجموعة تضم 30 قصة قصيرة، وفيها سرد لحكايات البحر التي استلهمتها من والدي، وقد استقيت عنوان المجموعة من حكايتي الشخصية مع البحر، حيث كان الوالد «رحمه الله» يصطحبني معه عندما يذهب إلى البحر، و يتركني في انتظاره في كوخ على الشاطئ يضع فيه أغراضه، إلى أن يعود محملاً بخيرات البحر والحكايات.أما مجموعتي الأخرى «مع ذاتي» فيها قصص قصيرة عن التأمل ومحاورة الذات أو محاورة أطفالي كوني أماً عاملة، في هذه المجموعة ثمة عاطفة أمومة، وثمة قصص من مواقف العمل والوظيفة، وكيف يمكن للفتاة الإماراتية المحافظة أن تواجه المجتمع خصوصاً في الأماكن التي يسيطر عليها الرجال، إنها مزيج من الغوص في أعماق النفس وأعماق المجتمع، وقد حاولت تسجيل تلك اللحظات المؤثرة بمزيج من العاطفة والقصة، ولعلها جاءت كحوار داخلي.* يعتقد البعض أن القصة القصيرة ستنقرض، ما رأيك في ذلك؟- لا أعتقد ذلك فقد شهدت السنوات الماضية، طفرة على صعيد كتابة القصة القصيرة، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي، من منا لم تصله قصص قصيرة بشكل يومي على تطبيق الواتساب أو أي منصة أخرى، وأعتقد أن كتابات الجيل الجديد تميزت عن التجارب التي سبقتها، واللافت هو ظهور الكثير من الكاتبات بالمقارنة مع الكتاب، وهي ظاهرة لافتة تستحق التوقف عندها، بل ونلاحظ أن بعض الكتابات الجديدة أظهرت تمرداً إلى حد ما على النمط التقليدي للقصة القصيرة، كما أظهرت جرأة في معالجة بعض المواضيع، كان سابقاً يصعب الكتابة عنها مثل الجوانب العاطفية أو الشخصية، وقد نرى في بعض القصص طغيان اللغة الشعرية على السرد، فتصبح وكأنها خواطر شعرية في قالب قصصي، وذلك يعتبر دليلاً دامغاً على أن القصة القصيرة لا يمكن أن تنقرض خصوصاً هنا، حيث يتوفر للمبدع الإماراتي مصادر المعرفة والاطلاع، لا سيما مع هذا الاهتمام بالثقافة بشكل عام في الدولة والانفتاح على كل أشكال الثقافة والفن والمعرفة.* لكن معظم النقاد يرون أن الزمن بات زمن الرواية - أعتقد أن القصة القصيرة في الإمارات، تمتلك الكثير من السمات والخصائص الفنية، وتمتلك حضوراً يصعب إنكاره في المشهد الثقافي المحلي، ربما الأكثر بروزاً ونمواً وتطوراً بين صنوف الإبداع الأدبي الأخرى مثل الشعر والرواية.صحيح أن الرواية أكثر حضوراً في سوق النشر المحلي، لكن ذلك لا يعني أنه غدا زمن الرواية، بشكل عام هناك تقصير عربي في حجم القراءة في ظل سيطرة الإعلام بكافة أشكاله الأخرى، أما الشعر أعتقد أنه تحول إلى برامج تلفزيونية وإلى قصائد غنائية أكثر من الدواوين المطبوعة، ولكن يمكن القول إن الشعر لا يزال يحظى بمكانته المرموقة في المشهد الثقافي المحلي.
مشاركة :