يتعرض كبار السن لمشكلة تراجع قدرات الإدراك، بفعل التدهور الطبيعي الذي يحدث لهم مع التقدم في العمر، وتسبب مشاكل كبيرة ومعاناة لهم ولمن حولهم، ولكن دراسة أمريكية حديثة وجدت أن قيام كبار السن ببعض الأنشطة التي تحفز الدماغ على العمل، يساعد على تقليل حالات تراجع الإدراك المتوسط بصورة مذهلة التي تصيب المسنين. وجاء ذلك بعد إجراء اختبارات على كبار السن. ويصنف تراجع الإدراك المتوسط على أنه ضعف أو فقدان وظيفة من الإدراك بصورة بسيطة، وليس لها تأثير كبير على حياة الشخص المصاب، ولكن خطورتها في التفاقم والتطور إلى الإصابة بمشكلة الخرف. وتوصلت دراسة سابقة إلى أن حوالي 19 إلى 41% من الأشخاص المصابين بتراجع متوسط في الإدراك تتطور لديهم الحالة إلى الإصابة بالخرف.وركزت الدراسة الحالية على الربط بين النشاط المحفز للدماغ وبين الوظائف الإدراكية، وشملت التجربة 2134 من كبار السن بداية من 68 عاماً فيما فوق، ويتمتعون بحالة عقلية سليمة بعد اختبارهم في بداية الدراسة والتأكد من أنهم في حالة عقلية طبيعية، كما تم قياس أحد المتغيرات الجينية داخل الجين المرتبطة بالخرف. وقام الباحثون بمعرفة معلومات منهم عن الأنشطة المحفزة للدماغ التي مارسوها في العام السابق، وتابع الباحثون هؤلاء المتطوعين لمدة 5 سنوات، لمعرفة الذين تعرضوا إلى تراجع الإدراك المتوسط، وتم فحص عينات الدم لتحديد المتغير الجيني.وتبين أن الإصابة بالخرف لها علاقة بتراكم ترسبات الأميلويد المرتبط بالزهايمر، على الرغم من عدم الوصول إلى الآلية التي تربط المتغير الجيني بالإصابة بالخرف، وانتهت نتائج الدراسة إلى أن 26% من الأشخاص المشاركين في التجربة ظهر لديهم تراجع الإدراك المتوسط، كما أن حوالي 29% كانوا حاملين للمتغير الجيني، وثبت من هذه النتائج أن الأنشطة التي تحفز عمل الدماغ، ومنها الحسابات وحل الألغاز والكلمات المتقاطعة، واستعمال الحاسب الآلي، والأنشطة الاجتماعية والحرف اليدوية التي تحتاج إلى العقل، كلها أنشطة تمنع تراجع الإدراك بدرجات عالية. وتبين أن القراءة من أفضل الأنشطة التي تمنع هذا التراجع، مما يعني أن الانهماك في الأنشطة المحفزة للدماغ لكبار السن، يقلل من فرص الإصابة بتراجع الإدراك المتوسط.
مشاركة :