أبدًا لن أخسر التحدي ولا أقول الرهان.. فمصر ليست أبدًا ولن تكون أفغانستان أو الجزائر أو الصومال أو العراق أو حتى لبنان!. الناس في مصر طيبون لأقصى حد، وعاطفيون لأكثر درجة، ويتشبثون حتى الآن بأي بارقة أمل في وحدة الصف والكلمة. وطن يمارس أوجاعه وهواه، ويمارس نزف أولاده، لكن هويته تظل حفنة من حب وألفة، وتراحم ماطر كالسحاب. إنه وطن يتجاوز كل الخرائط والحدود التي ترسمها الدماء، لينهض كسهم ليدخل دائرة الضوء.. مصر.. وطن مال قليلاً لكنه ما انحنى.. إنه يتحضر بالفعل للحظة القادمة. إن آيات الله في أفغانستان، وأمراء الحرب في الجزائر، وقادة الطائفية في العراق، وجنرالات الفتنة في لبنان لم يكونوا "مستوردين"، وعندنا في مصر مستوردون بجدارة!. في ضوء ذلك، لابد فورًا من إيقاف كل مظاهر العبث عند مقاومة الإرهاب.. لابد من خطاب مختلف، وأداء مختلف، ومنهج واضح يجعل الشعب كل الشعب يأتلف ويأتلف!!. قلنا ذلك في حادثة شرم الشيخ ومطروح وكل حوادث الإرهاب الواضحة والفاضحة، وناشدنا النائب المصري أن يسعى لوقف الفارغ والتافه من التصريحات وسقط الكلام.. وها نحن نناشده أن يفعل من جديد. مناسبة ذلك، أن المصادر التي تطلب دائمًا عدم الكشف عن أسمائها وتلك التي ترفض والأخرى التي تمتنع خاضت بسرعة في تفاصيل التجهيز والتنفيذ والتمويل قبل أن يبدأ التحقيق!. وإذا كان بعض هؤلاء مكلفين لأسباب لا نعلمها فماذا عن السادة الإعلاميين الذين تحدثوا بل جزموا بهوية المرتكبين وأعدادهم وخطتهم وخريطة تحركهم؟!. هذا يؤكد أن فصائل فلسطينية ارتكبت الجريمة، وذاك يشير إلى قطر وتركيا! هذا يقول إنها حماس وذاك يقول إنها فصائل أخرى!. وقال السيد مؤسس "777" التي لا نعرف سر سباعياتها حتى الآن أن المرتكبين عسكريون مدربون وليسوا فصائل.. وقال ياسر أو زيد لعمرو إن 50 إرهابيًا نفذوا الحادث.. وقدم فهمي لنظمي رسمًا دقيقًا لطريقة التنفيذ!. أما عن لغة الخطاب فحدّث بحرجٍ وبكل أسف، فهذا صبي يقول "لو حد قال إنها إسرائيل.. والكلام الفارغ ده.. أنا هضربه بالجزمة"! وقال آخر: محدش يقولي نتصالح علشان نقف ضد الإرهاب.. واللي يقول كده همسح بكرامته الأرض.. وقال ثالث: إنها منظمة أنصار بيت المقدس ومن يقول غير ذلك "غبي"!. والحق عندي أن للخبير الإستراتيجي الحقيقي مهمته وله مواصفاته وأهمها العمل في كتمان! كما أنه ليس من مهام الإعلامي الحقيقي أن "يضرب بالجزمة" ولا أن يمسح "بكرامة أحد الأرض".. وبالإضافة لذلك فإن الأمر هنا يتعلق بوطن وليس فريق الزمالك أو رئيسه أو فريق الأهلي أو جمهوره!. الأمر هنا لا يتعلق بحقيقة زواج الفنان فلان من فلانة، أو مشاجرة بين منتج سينمائي وآخر وصل فيها السباب إلى حد صدور حركات صوتية لم تصدر في أي تلفزيون في العالم!. الأمر هنا يتعلق بأمن وطن ووحدة شعب ولأن ذلك كذلك لا يليق أيضًا أن يخرج رجل أعمال مهما كانت أعماله ومهما كان حجم ماله ومهما كان تشعبه في الصحف والقنوات لمطالبة أهل سيناء المعنيين بالكارثة والذين سيظلون بشكل أو بآخر في صدارة جبهة مواجهة الإرهاب.. لمطالبتهم بالاستعداد للتهجير!!. مثل هذا الرجل وغيره يطالبون باقتلاع الأصل أو الجذر حتى يعيش النبات! مثل هذا وغيره يطالبون بالتضحية بالأم والجنين والطبيب حتى يعيش المستشفى.. وربنا يشفي ويهدي الجميع. sherif.kandil@al-madina.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :