الرائد في مهب الريح وانقسامات أعضاء شرفه تقوده إلى المجهول!

  • 10/28/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

توالت الانتكاسات الموجعة لفريق الرائد الذي يحمل نقطة واحدة في رصيده من سبع خسائر في ثماني جولات متذيلاً ترتيب فرق (دوري عبداللطيف جميل)، وبات الفريق في وضع لا يسر محبيه كونه مقبل على نفق مظلم بسبب العديد من المشكلات الفنية والإدارية، فضلاً عن الصراعات الشرفية والتيارات التي باتت تقسم النادي وتخوض المواجهات بشكل المكشوف بالتزامن مع تدهور أوضاع الفريق بشكل لم يتوقعه أكثر المتشائمين قبل بدء الموسم. وجاءت الخسارة الأخيرة من أمام الأهلي في بريدة في توقيت حساس، لكون الفريق كان يرغب بتحقيق نتيجة ايجابية تخرجه من عنق الزجاجة، في حين يعيش النادي أوضاعاً تكاد تكون الأسوأ في تاريخه بسبب الخلافات الشرفية والانقسامات التي ظهرت على السطح، وآخرها قضية مطالبة بعض الاطراف غير الرسمية بتشكيل لجنة تقصي حقائق عن الأوضاع المالية داخل النادي في إدارة الرئيس الأسبق فهد المطوع وحقيقة المبالغ التي قدمها المطوع للنادي في فترة رئاسته التي تم تثبيتها في سجلات النادي المالية وفي محاضر مجلس الإدارة، في حين التزم رئيس النادي عبداللطيف الخضير وأعضاء إدارته الصمت والحياد، ما دفع الرئيس الأسبق المطوع للخروج والرد على كل التساؤلات. لا يبدو أن الرائديين يتعلمون جيداً من دروس الماضي، فالصراعات الشرفية والانقسامات طغت على كل شيء، وهو ما يهدد الفريق بدفع ثمن كل ما يحدث، في حين ألقت هذه الصراعات بظلالها على الاجتماع الشرفي الذي عُقد عصر أول من أمس (السبت)، إذ كان من المفترض أن يكون الاجتماع موسعاً بحضور عدد كبير من أعضاء الشرف الداعمين، إلا أن حضور الاجتماع اقتصر على عدد محدود من الأعضاء الداعمين بجانب بعض الأعضاء والرؤساء السابقين وهم الذين لا يملكون نفوذا ماليا، وهو ما نتج عنه تقديم دعم ضعيف جداً للإدارة لم يلامس حاجز ال ألف ريال، وهو ما عكس حالة الإحباط التي يعيشها الرائديون على المستويات كافة، بسبب تصاعد حدة الخلافات، والأوضاع الشرفية المتردية، إذ لم يعقد أي اجتماع شرفي موسع منذ أكثر من ثلاث سنوات، فضلاً عن أن هذه الصراعات أنتجت بيئة غير مناسبة للعمل والاقتراب من النادي حتى على الصعيد الجماهيري، إذ طغى الملل على جماهير الرائد، فهذه الجماهير التي كانت تملئ المدرجات في السابق وتبهر المتابعين بحضورها وتأثيرها، لم تعد تحضر كما في السابق، ولم يعد معدل حضور مباريات الرائد في بريدة يتجاوز ال مشجع. انشغل الرائديون بملف الديون والمستحقات المالية المترتبة على النادي أكثر من انشغالهم بفريقهم، وبترميم المجلس الشرفي الذي يعيش مرحلة غير مسبوقة من الوهن والضعف، وبدلاً من لململة الأوراق، لا يزال المحسوبون على الرائد يسكبون الزيت على النار من أجل تصفية حساباتهم الشخصية، التي بات يدفع ثمنها الفريق بشكل جلي، وكأن هناك من لا يبالي حتى وإن هبط الرائد من أجل تحقيق المصالح الشخصية، فالقرار الشرفي والمرجعية باتتا مفقودتين، وصمت الادارة فاقم من المشكلة، إذ لا يبدو موقف رئيس النادي وأعضاء ادارته واضحاً من كل ما يحدث، فيما يتلقى الفريق الخسارة تلو الأخرى من دون أن تحرك فعلي لإنقاذ الفريق باكراً، وقبل أن يصل الفريق لمرحلة لاينفع معها مشرط التدخل الشرفي والإداري. لا أحد ينكر صعوبة الوضع المالي في النادي القصيمي، ولا أحد ينكر أنه يعاني مالياً، لكن الركون والصمت وعدم البحث عن حلول حقيقية لحل المشكلة أمر أسوأ من وجود المشكلة ذاتها، صحيح أن عبداللطيف الخضير وأعضاء إدارته تنازلوا عن مستحقات النادي من حقوق نقل وغيرها من أجل إغلاق ملف المطالبات المالية، وهو قرار اتخذ بمعية شرفيين وعدوا الخضير بالدعم الكامل، لكن النادي بات بحاجة ماسة للمال في ظل مماطلة وتسويف إدارة النصر في دفع ما عليها من مستحقات مترتبة على صفقة انتقال عبدالعزيز الجبرين للنصر، وهو المبلغ الذي سيحل كثيرا من المشكلات المالية في النادي. في المقابل، لابد من التأكيد أن ثمة أخطاء إدارية ساهمت في تردي الوضع، وهي أخطاء بإمكان إدارة الرائد تصحيحها، أهمها التعاقد مع البلجيكي مارك بريس الذي لم يترك أي بصمة حين درب الفيصلي ونجران، حتى حين قاد الرائد آخر الموسم الماضي، وهو القرار الغريب باعتبار أن الادارة نفسها فضلت عدم التعاقد معه في مطلع الموسم نظير مبالغته في مستحقاته، وأيضاً لابد للإدارة أن تفرض شخصيتها على الأوضاع داخل النادي، فمن غير اللائق مثلاً أن يرفض أحد اللاعبين دخول معسكر أحد المباريات بعد أن علم أنه لن يشارك أساسياً ويترك دون عقوبة، وهو مايدفع لمطالبة عضو الشرف محمد المرشود والذي تولى أخيراً مهمة الإشراف على الفريق بإعادة صياغة الأمور في الفريق من الناحية الإدارية وفرض الانضباط داخل الفريق. أخيراً، بإمكان الرائد الخروج من هذه الأزمة لو عمل الرائديون على تجفيف منابع الخلافات والتسامي فوقها، والوقوف مع الرئيس المجتهد عبداللطيف الخضير وإدراته ودعم الفريق مالياً ومعنوياً بالحضور والقرب من الادارة، فضلاً عن الوقوف بوجه كل من يريد تصدر المشهد وفرض نفوذه وتحقيق غاياته الشخصية، وعلى الرائديين أخذ العبرة من فرق كالطائي والقادسية والحزم والرياض والوحدة وأبها والوطني التي عجزت عن العودة لدوري الكبار بجانب الاتفاق الذي يعاني الآن في دوري الدرجة الأولى، فالهبوط للدرجة الأولى يعني الدخول في نفق مظلم يصعب الخروج منه، إذ بإمكان الرائديين التعويض وتصحيح مسار فريقهم بشرط تكاتفهم ووضع الخلافات جانباً. في حين سيكون لزاماً على الهيئة الشرفية بقيادة ناصر الجفن الوقوف مع الادارة ودعمها مالياً واستقطاب شرفيين داعمين والوقوف في وجه من يهاجم رجالات النادي ورموزه ومن يريد تقسيم النادي، فالجماهير الرائدية باتت تصرخ مطالبة بالتدخل وتجنيب المصالح الشخصية وإنقاذ الفريق من الغرق قبل فوات الأوان.

مشاركة :