أنصفت الهيئة الصحية الشرعية في محافظة جدة أول من أمس زهير عمر عبدربه، حين تقدم بدعوى ضد الكادر الطبي في أحد المستشفيات الخاصة في جدة، متهما إياهم بالتقاعس والإهمال في مباشرة وعلاج حالة زوجته فتحية باعشن، ما أدى إلى وفاتها قبل نحو عامين. وأصدرت الهيئة الصحية الشرعية أحكاما عدة في الكادر الطبي تمثلت في سحب التراخيص الطبية لطبيب الطوارئ وطبيب القلب وإلزامهما بدفع 75 ألفا على كل طبيب كدية، وغرمت أربعة أطباء 80 ألفا بواقع 20 ألف لكل طبيب. وأوضح لـعكاظ زهير عبدربه أنه تقدم بشكواه عقب وفاة زوجته بأسبوعين، بعد أن رفض الطبيب المختص في أحد المستشفيات الخاصة جدة، علاجها كحالة طارئة، مكتفيا باعتبارها متوفاة رغم أنها كانت على قيد الحياة. وقال عبدربه: الطبيب لم يكلف نفسه السماح لزوجتي رحمها الله بالدخول إلى قسم الطوارئ، واكتفى بفحصها السريع في السيارة داخل مواقف المستشفى، ودخل المستشفى ولم يعد إليها، وعند سؤاله عن السبب قال بكل تسرع إنها في عداد الموتى، فيما كان في إمكانه إسعافها، مما تسبب في تأخر إسعافها ونقلها إلى مستشفى آخر. وتذكر زهير بداية سقوط حرمه عندما أصابتها أزمة قلبية مفاجئة بعد عودتها صباحا من توصيل الأبناء للمدارس برفقة السائق لتسقط أرضا ولا تستطيع التنفس، فبادرنا بالاستعانة هاتفيا بالهلال الأحمر لإسعافها، إلا أن تدهور حالتها، جعلنا لا ننتظر وصول الإسعاف، وعملنا على الإسراع بنقلها بالسيارة إلى المستشفى القريب من المنزل، حيث كانت المأساة هناك. وواصل زهير سرد الواقعة: اضطررنا لاستجداء الطبيب على أمل أن نرضي كبرياءه، لكنه أصر على وفاتها، رافضا إدخالها إلى الطوارئ، وبعد 20 دقيقة من بلاغ الهلال الأحمر اتصل مندوبهم للتأكد من الموقع تحديدا، إلا أننا أخبرناهم بأننا اضطررنا لنقلها للمستشفى المجاور، داعين إياهم للحضور لإسعافها، خاصة أن الطبيب رفض إدخالها للطوارئ، لكنهم أيضا رفضوا بحجة أن التعليمات تمنع مباشرة الهلال الأحمر لحالة طارئة في مستشفى لنقلها لمستشفى آخر، مبينا أنه اضطر لمواصلة رحلة إسعافها بنقلها بسيارته لمستشفى خاص آخر، وهناك على الفور تعرفوا على حالتها، واستوعبوها في الطوارئ، ليعاود نبضها العمل، لكن الأطباء أكدوا أننا تأخرنا في إسعافها لأكثر من 30 دقيقة، مما أدخلها في غيبوبة، وهي الدقائق التي باشر فيها الطبيب في المستشفى الأول حالتها، وكان تشخيصه لحالتها خاطئا. وبين عبدربه أنه فقد الأمل في إنصافه وعاش عامين في قلق واضطراب وهو يراجع لاسترداد حقه ولم يكن يتوقع أن تكون الجلسة الثالثة هي الحاسمة له بالحكم الذي اعتبره منصفا ومثلجا لصدره وفاضت عيناه من دموع الفرحة وردد قائلا في هذا الوطن لا تضيع الحقوق وروح الإنسان لاتقدر بثمن. وأضاف: أنا وأبنائي عمر، يوسف، محمد ورازان لم نستطيع النوم ليلتها واستذكرت ابنتي أنها التي كانت تتوسل للدكتور لمباشرة حالة والدتها وأصيبت بصدمة وهيستيريا عندما تجاهلها، مشيرا إلى أنه لم ينظر للمبلغ الدية كتعويض يرد له حياة زوجته مرة أخرى بقدر ما أرد العقاب للمتسببين بسحب الترخيص حتى لا يتكرر ما حدث له مع آخرين. وأكد أنه سيصرف مبلغ الدية كاملا على القيام بالأعمال الخيرية باسم زوجته التي عاشت معه 38 عاما، مقدما شكره للشؤون الصحية في جدة وكل من تابع قضيته وساعده على أخذ حقه.
مشاركة :