يبدو أن الجمهور البحريني الوفي لمنتخبه والمحب لبلده عازم على ان يفرض نفسه رقما صعبا، وعلامة فارقة على مدرجات الملاعب والصالات الرياضية أينما وجد، وفي أي بطولة كانت مؤازرًا ومشجعًا لمنتخب بلاده. لقد استطاع هذا الجمهور أن يفرض نفسه على مدرجات صالة الاتحاد البحريني لكرة السلة بأم الحصم قياسا بحضوره الأنيق والحاشد للمباريات التي يخوضها منتخبنا الوطني لكرة السلة خلال تصفيات الاتحاد الدولي المؤهلة لكأس آسيا، والتي تستضيفها البحرين في الفترة من 23 إلى 26 فبراير الجاري. لقد شهدت مدرجات صالة اتحاد كرة السلة حضورًا كبيرًا ولافتًا من جانب الجمهور البحريني الذي كانت له بصمة واضحة كعادته والتي يبهر فيها الحاضرين في المدرجات والمشاهدين في التلفاز، بما يقدمه من أهازيج رياضية جميلة، فضلاً عن ابتكاراته المتجددة لوسائل التشجيع وما صاحبها من أناشيد وأدوات تشجيعية لافتة، وبرغم أن منتخبنا السلاوي لم يقدم المستوى الفني المتوقع منه في بعض المباريات، إلا أن جمهورنا الوفي أكد حبه للمنتخب، ما يدل على ولائه الكبير للوطن، وشغفه بالحضور ومساندته لمنتخبه ليشكل العلامة الفارقة والمشهد المهم في هذه التصفيات. فالمدرجات امتلأت بشكل كبير في كافة أنحاء الصالة بالصغار والكبار والرجال والنساء، وكان الجميع يشجع ويؤازر المنتخب بقوة وحرارة، حيث وقفت الجماهير وتكاتفت فيما بينهم تحت اسم «البحرين». والملفت في الأمر هو ذلك الحضور النسائي البحريني المتميز، حيث اكتست بعض المدرجات بالوجود النسائي اللاتي صرن يحمسن اللاعبين ويشجعنهم بشكل كبير، ما يعكس مدى وطنية المرأة البحرينية وتمتعهن بثقافة رياضية عالية. وبقدر ما يبرهن هذا الحضور النسائي المبهج، فإنه يؤكد أن اهتمامات وتطلعات الجمهور الرياضي النسائي في البحرين ليست بعيدة او منفصلة عن اهتمامات وتطلعات الرجل، وهو ما تجلى بوضوح في تشجيعهن المتفاني لمنتخبنا الوطني لكرة السلة خلال هذه التصفيات. إن الدور الرائع الذي لعبته إدارة الاتحاد البحريني لكرة السلة برئاسة سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة، قد ساهم في زيادة أعداد الجماهير في المدرجات ومضاعفة إقبالها على حضور مباريات التصفيات، كما يؤكد دور اللجنة الأولمبية البحرينية ووزارة شؤون الشباب والرياضة في نشر ثقافة الألعاب الرياضية المختلفة وزيادة الإقبال على ممارستها ومشاهدتها، وذلك سعيا منها لصناعة رياضة جاذبة ومشوقة تحفز المجتمع على ممارستها ومشاهدتها بكافة أشكالها وأنواعها. إذا يمكن أن نستخلص من هذا المشهد أن ثقافة الحضور الجماهيري لدينا متميزة، خاصة في مؤازرة وتشجيع منتخباتنا الوطنية في مختلف الألعاب الرياضية، ونتمنى ان تنتشر هذه الثقافة لتعم أنديتنا وحضور مبارياتها بتعامل الانتماء والارتباط بغض النظر عن الفوز والخسارة؛ لنصل لأعلى مراحل الثقافة الرياضية. لذا يجب على منتخباتنا وانديتنا ان تهتم كثيرا بجماهيرها وتبني معهم علاقة وثيقة. من هنا يبدو جليا أن أي حضور جماهيري يكون مرهونًا بالنتائج، وعليه فإذا استمرت منتخباتنا الوطنية وانديتنا الرياضية في تحقيق النتائج وإحراز البطولات، فإن الفترة المقبلة ستشهد حضورا أكبر في المدرجات في مختلف المباريات والفعاليات الرياضية، لتصبح طفرة في مجال الحضور الجماهيري بصالات وملاعب المملكة. حياة تستمر.. ورؤى لا تغيب
مشاركة :