يتطلع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر من غيره لمعرفة تشكيلة الحكومة الألمانية الجديدة، ومرد ذلك أن الرئيس البالغ من العمر 63 عامًا، يتحسب من اقتناص جيم أزدمير، البالغ من العمر 51 عامًا حقيبة الخارجية، خاصة أن الأخير لا يناديه إلا بلقب "الديكتاتور" أو "بلطجي الخمَّارة". ورغم أن أزدمير ينحدر ، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية، من أصول تركية، إلا أنه يعد أعنف خصوم أردوغان في ألمانيا، والمحرض الأول للبوندستاج (البرلمان) على الاعتراف بجرائم القتل التي ارتكبها الأتراك في حق الشعب الأرميني. وقال تقرير نشرته المجلة الألمانية إنه في صيف 2016، كان أزدمير أحد أولئك الذين بادروا إلى دعوة البوندستاج بالاعتراف بجرائم الابادة، التي ارتكبها الاتراك بحق الأرمينيين في أوج الحرب العالمية الأولى، وهو الموقف الذي وضع أذدمير في أعلى سُلم الشخصيات التي تحظى بالاحترام في العاصمة الألمانية برلين. وبعيدًا عن تلك الإشكالية، طالب السياسي الألماني ذو الأصول التركية حكومة بلاده بوضع حد لما وصفه بـ"السياسة الساذجة" حيال النظام التركي بقيادة أردوغان، ووقف المحاولات التركية الرامية إلى خلق مجتمع أو ربما شعب موازٍ في ألمانيا، قاصدًا بذلك المنظمات الدينية والاجتماعية المحسوبة على الجالية التركية في ألمانيا، وذلك بدعم مباشر من حكومة أردوغان في أنقرة. وأوضح خصم الرئيس التركي في ألمانيا إلى أن أردوغان يرغب في السيطرة على الداخل الألماني من خلال تلك المنظمات، وما تستقطبه يوميًا من المواطنين ، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من المعارضين الأتراك استقروا في ألمانيا خوفًا من أنياب "الديكتاتور التركي"، لكنهم لا يشعرون بالاستقرار في ألمانيا بسبب الملاحقات والمطاردات اليومية، التي يديرها رجال أردوغان في ألمانيا. واستشهد أزدمير في هذا الصدد بما نشرته وسائل الإعلام الألمانية خلال الأسبوعين الماضيين، لاسيما حوادث مطاردة وتهديد معارضي النظام التركي في ألمانيا. وفيما يتعلق بتوتر العلاقات الأخير بين حكومتي برلين وأنقرة حول رفض تركيا تمكين نواب البرلمان الألماني من زيارة الجنود الألمان في قواعد حلف الـ "ناتو" بتركيا، قال أذدمير إن أردوغان لا يتصرف بما يتسق وقوانين حلف شمال الأطلسي، وإنما ينتهج أسلوبًا لا يغاير أسلوب "بلطجي الخمَّارة"، لاسيما أن قراره جاء في أعقاب حق اللجوء السياسي الذي منحته ألمانيا لمئات الجنود والضباط الأتراك، الذين خافوا على حياتهم من "بطش أردوغان وعصابته"، خاصة في أعقاب الانقلاب الفاشل في صيف 2016. وطالب أذدمير حلف الـ "ناتو" ببلورة موقف واضح إزاء تلك المواجهة، خاصة وأن ذلك ليس خلافًا شخصيًا بين المستشارة ميركل والرئيس أردوغان، ولكنه مواجهة بين "ناتو" وتركيا.
مشاركة :