بات ظهور اللاعبين المسلمين في صفوف الأندية الكبرى عالميًا كريال مدريد وبرشلونة وليفربول ومانشستر يونايتد ويوفنتوس وبايرن ميونيخ، من بين النوافذ التي يتعرف منها مواطنو الدول الغربية على حقيقة الثقافة الإسلامية، بعد عقود من التشويه وعدم الفهم. وقالت صحيفة" جارديان" البريطانية إن وجود هؤلاء اللاعبين أدى إلى تغيير نظرة المشجع الإنجليزي للإسلام بشكل عام. وضربت الصحيفة مثلًا على ذلك بأغنية يرددها مشجعو ليفربول، أحد أكثر الأندية شعبية في بريطانيا، وتقول، "إذا كان جيدًا بالنسبة لك فهو جيد بالنسبة لي.. إذا سجل أهدافًا أكثر سأصبح مسلمًا أيضًا". وذكرت الصحيفة أن هذه الأغنية التي يتم ترديدها كلما تألق صلاح، تنتهي بكلمات: "هو جالس في المسجد.. هذا هو المكان الذي أريد أن أكون فيه". ووفق الصحيفة، فإن "هذه الكلمات تقدم شكلًا معاكسًا تماما للصورة النمطية التي تكونت مؤخرًا في أوروبا عن المساجد والمسلمين، نتيجة هجمات إرهابية متكررة في بريطانيا، ينفذها متشددون ينسبون أنفسهم إلى الإسلام". ووصفت "جارديان" صلاح بأنه الرمز الأشهر في مجال تغيير نظرات المشجعين تجاه المسلمين؛ لكنه ليس المثال الوحيد، مضيفة "تمتلك أغلب الأندية الكبيرة في إنجلترا نجوما يظهرون انتماءهم للدين الإسلامي بشكل واضح، ممتزجة بشخصياتهم "المثيرة" داخل الملعب وخارجه، مما ساعد على تقبل فكرة الإسلام عند الكثيرين من متابعين اللعبة في إنجلترا والعالم". وقالت الصحيفة، "من أبرز هؤلاء اللاعبين لاعب الوسط الفرنسي بول بوجبا، الذي يعد من أبرز لاعبي مانشستر يونايتد، وأعلاهم أجرًا". ولا يتوانى بوجبا عن إظهار التزامه الديني، فبين صوره؛ صورة يرتدي الملابس الفاخرة، ومقاطع تكشف عن مهاراته الكروية الساحرة على حساباته الشخصية التي يتابعها الملايين، تجد صورة له أثناء أدائه مناسك العمرة، أو أثناء ذهابه لأداء صلاة الجمعة في مانشستر. وأضافت: "الحال ذاتها تنطبق على نجم أرسنال، الألماني ذي الأصول التركية، مسعود أوزيل، الذي تشتهر صوره وهو خافض رأسه ليقرأ سورة الفاتحة قبل بداية كل مباراة". وفي قطب لندن الآخر، نادي تشيلسي يُعرف الفرنسي نجولو كانتي، الذي اختير أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للموسم الماضي، بأنه "محترم جدا، متدين جدا، ولا يفوّت الصلاة"، وذلك أثناء إقامته مع اللاعب في نفس الغرفة خلال معسكرات الفريق، حسب شهادة زملاء له. ولم تنس "جارديان" ذكر النجم الجزائري رياض محرز، أفضل لاعب في الدوري لموسم 2015-2016، ضمن قائمتها للمسلمين الذين غيروا شكل اللعبة في الأعوام الأخيرة. ومن أبرز اللاعبين المسلمين الذين تركوا أثرًا كبيرًا في الدوري بالأعوام الماضية، الإيفواري يايا توريه، الذي أبهر الجميع عند قدومه من برشلونة الإسباني إلى مانشستر سيتي، وأصبح أحد أفضل لاعبي المسابقة. واشتهر توريه بشخصيته القوية وانتمائه الواضح للإسلام، ولعل لقطة رفضه استلام جائزة "أفضل لاعب في المباراة" التي تتمثل بزجاجة شمبانيا، والتي لاقت إعجاب الكثيرين من المتابعين حول العالم، أكبر دليل على ذلك. وأشارت الصحيفة إلى أن " اللائحة لا تنتهي هنا بل تضم لاعبين آخرين مثل السنغالي ساديو مانيه والألماني إيمري كان لاعبي ليفربول، والألماني شكودران موستافي مدافع أرسنال، والجزائري إسلام سليماني مهاجم نيوكاسل، والمصريين أحمد حجازي وعلي جبر مدافعي وست بروميتش ألبيون، والفرنسي مامادو ساكو مدافع كربستال بالاس، وآخرين غيرهم". وأشارت الصحيفة إلى أن النجم المصري صلاح "مثال نموذجي للشاب المسلم في بريطانيا"، فهو، وفقًا لها، "مثابر في العمل، متعلق بمجتمعه (المسلم)، ويطمح للسلام في بلده وحول العالم، كما أنه ملتزم بالصلاة مع زميليه ساديو مانيه وإيمري كان".
مشاركة :