اكتشف علماء الأحياء مثالا غير اعتيادي لتعايش نوعين مختلفين من البكتيريا في الجهاز الهضمي للإنسان، يساعدان في تطور سرطان المستقيم. وجاء في مقال نشر في مجلة "ساينس" العلمية أنه خلال السنوات الأخيرة اكتشف العلماء أنواعا جديدة من الميكروبات لها علاقة مباشرة أو إحصائيا ترتبط بتطور السرطان في جسم الإنسان والحيوانات الأخرى أو أنسجة النباتات. فمثلا بكتيرياHeliobacter pylori и Streptococcus gallolyticus تعتبر اليوم المسبب الرئيس لتطور سرطان المعدة والمستقيم عند الإنسان، والانتفاخات على جذور الأشجار سببها الميكروبات Agrobacterium tumefaciens وغيرها. وقد تمكنت سينثيا سيرس من جامعة جون هوبكنز الأمريكية بمشاركة زملائها من اكتشاف مثال غير اعتيادي عن تأثير ميكروبات مماثلة في أمعاء الإنسان، بعد دراستهم لحالة أشخاص يميلون وراثيا للإصابة بسرطان المستقيم. اكتشف الفريق العلمي إصابة الجين APC المسؤول عن صيانة الثغرات في الحمض النووي، حيث أن خلله يزيد من احتمال ظهور "بوليب" ورم حميد وعادة تتحول هذه إلى أورام خبيثة. اعتقد العلماء في بادئ الأمر أن السموم التي تفرزها هذه الميكروبات هي السبب في تطور الأورام السرطانية، بيد أن نتائج التجارب على الفئران المخبرية لم تؤكد ذلك. هذا الأمر جعل العلماء يفكرون بأن البكتيريا يمكن أن تعجل من تطور السرطان بالتعاون مع بكتيريا ثانية من خلال زيادة تأثير سمها. وهذا ما أكدته التجارب الثانية التي أجريت على الفئران المخبرية. لذلك ينصح الأطباء بالبحث عن آثار ميكروب واحد بل مجموعة ميكروبات، لم يتضح دورها جيدا في تطور السرطان. المصدر: نوفوستي كامل توما
مشاركة :