لايمكن أن تكون طالب حق وعدالة ومساواة وأنت لا تحترم حقوق الآخرين و لا تجد غضاضة في التعدي عليها، لا يمكن أن تطالب بعدالة القانون وأنت تنتهك القانون وتخالف أنظمته ! أي حق لمن لا يعطي الطريق حقه فيسلك أكتافه ويقفز أرصفته ويتجاوز سرعته ويقطع إشاراته ؟! أي حق لمن لا يحترم القانون فيركن سيارته في مواقف المعاقين ويتجاوز صفوف الآخرين ويدخل من الشبابيك بدلا من الأبواب ! اللافت أن كثيرا من المخالفين هم مثاليون أجبروا على المخالفة ووضعوا أمام خيارين صعبين: إما تجرع المرارة والحسرة على قفز أسوارهم القصيرة أو قطع الطريق على المخالفين بمزاحمتهم في ميدانهم ! فماذا تنتظرون من سائق مثالي أن يفعل وهو يرى غيره يتعدى على حقه في الطريق؟! أو من مراجع مثالي أن يفعل وهو يتفرج على الأذرع التي تمتد من خلف المكتب لتمرر المعاملات دون انتظار ؟! أو من مواطن تقف معاملته عند أسوار القانون ليجد أن معاملة غيره تقفز على القانون ؟! المخالف المعتدي على القانون وحقوق الآخرين أشبه بالتفاحة الفاسدة التي تفسد بقية تفاح الصندوق، فسائق سيارة مخالف واحد يسير على كتف الطريق يجر وراءه عشرات المخالفين ! عندما تجد نفسك في بؤرة مخالفة، فتش دائما عن المخالف الأول فهو الذي أفسد البقية!