يسمح التطور الحالي لمستوى التكنولوجيا بوصول البشر إلى المريخ. بيد أنه لا يمكن حمايتهم من الإشعاع هناك. يقول أناتولي بيتروكوفيتش رئيس قسم فيزياء بلازما الفضاء في معهد الدراسات الفضائية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في حديث لوكالة تاس، "إذا تحدثنا عن الإمكانيات التكنولوجية للوصول إلى المريخ فهي متوفرة، حيث يمكننا إطلاق صاروخ "بروتون" عدة مرات وفي المدار نجمع "القطار والمقطورات" (المقصود إطلاق عدة صواريخ تحمل أجزاءا مختلفة من المركبة الفضائية التي سيتم تجميعها في الفضاء. وهذا يسمح بتجنب استخدام الصواريخ الثقيلة جدا). وندفعه إلى المريخ. سيصل هذا القطار إلى المريخ وقد يكون مأهولا. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي فرص عودته إذا أخذنا بالاعتبار مستوى الإشعاع هناك؟". ويضيف، هناك أنواع مختلفة من الإشعاعات وإن محاولات الوقاية منها قد تكون ذات مردود عكسي، "إذا اصطدمنا أثناء التحليق بأشعة كونية عالية الطاقة، فإنها ستخترق المركبة. ولكن إذا كانت لدينا حماية جيدة فإنها ستتفكك إلى ما يسمى "مطر غزير" يخترق الوقاية وتكون الأضرار الناتجة أكثر". تأثير هذه الأنواع من الأشعة على الكائنات الحية لم يدرس جيدا حتى الآن، لذلك هي خطرة على الحياة. ويشير العالم الروسي إلى أنه إضافة إلى مسألة ضمان أمن التحليق إلى المريخ، من الضروري حل مسألة تمويل العملية، "لأنه لتحقيق العملية يجب تخصيص ما يعادل ميزانية الدول المخصصة للفضاء. لذلك من المحتمل أن يكون هناك مشروع دولي مشترك". يذكر أن الولايات المتحدة وروسيا تدرسان حاليا مشاريع مختلفة بشأن التحليق إلى المريخ. وقد أعلنت شركة سبيس إيكس خططها بشأن الصواريخ الثقيلة التي ستقوم بنقل المركبة الفضائية إلى المريخ وعلى متنها أول المستوطنين. أما الخبراء الروس فيتحدثون عن محطة وسطية على القمر، تسمح بإطلاق مركبة نحو المريخ عام 2050. المثير في الأمر أن مشاريع البلدين خالية من أي ذكر للإشعاع. المصدر: تاس كامل توما
مشاركة :