يظهر "أُلهم" هذه المرة بصورته البهية في مدينة أبها، بحضور ملهم ملأ مسرح المفتاحة، وقصصٍ اختير أن يسلّط الضوء على أفضل ما فيها وذلك بحضور 3000 زائر من مختلف الفئات العمرية، وتأتي هذه الفعالية ضمن مبادرة "إثراء الحدّ الجنوبي"، التي أطلقها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) في الفترة من 30 جمادى الأولى 1438هـ الموافق 27 فبراير2017م، تحت شعار "لحظات شجاعة"، بهدف إثراء فكر 20 ألف شاب وشابة في مناطق جنوب المملكة. وقد جاء وسم (#أُلهم_أبها) في المرتبة الثانية عن أكثر المواضيع تداولاً على مستوى دول الخليج في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وكان أبرز ما تم تداوله، فيديو أفنان العمري عندما وقفت بشجاعة لتخلد قصة والدها التي أبكت الجمهور، وذكر والدها الدكتور أحمد العمري، عبر حسابه الشخصي في "تويتر": "حضرت أُلهم وكنت أود أن أقضي مع أبنائي لحظات ملهمة، وعندما أتيحت فرصة الحديث للجمهور تمنيت أن أتحدث عن ملهمتي الشجاعة "أمي"، وفاجأتني ابنتي لتتحدث عني كمصدر إلهام لها، كل هذا يحدث في لحظات قد تصنع بعد ذلك فرقاً كبيراً في حياتنا". كما تم تداول مقطع الفيديو محمد اليوسي صاحب مبادرة "ملهمتي"، عندما اختلطت دموع والدته وهو يتحدث عن تجربتهِ، والتي انتهت باحتضان والدته وتقبيل رأسها أمام الجمهور من أبرز مشاهد "أُلهم" التي تداولها المغردون في تويتر. وغرّد الدكتور طارق الأحمري، عبر حسابه الشخصي في تويتر، "هذا جهد عظيم في تاريخ المجتمعات، إن من أسمى ما يفعله الشخص الملهم أن يوقظ الحس في الناس تجاه تقدير ذواتهم والناس من حولهم، أن يكونوا مختلفين في نظرتهم وتقديرهم للظروف، أن يفتخروا بمن يستحق الفخر وأن لا يقبلوا العيش على هامش الحياة وهي أفق تتيح التميز للجميع". وقد شهد مسرح المفتاحة 5 ملهمين شاركوا الحضور بتجاربهم الشجاعة، حيث كانت بدايتها مع هيثم مقدّم برنامج "تجارب هيثم" عندما تحدث فيها عن ثقافة العمل تحت عنوان "اسأل مجرب" وعرضِها على شبكات التواصل الإجتماعي ليستفيد منها أكبر قدر ممكن من الشباب. ولم يستسلم محمد الملحم أمام التحديات التي واجهته في تحقيق حلمه بالسفر إلى الفضاء مع أحد أشهر وكالات الفضاء الروسية، حيث ستنطلق به ليكون ثاني رائد فضاء عربي مسلم بعد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان. وعبّر عيسى نهاري عن حكايته مع "أُلهم"، وقال " إن فعالية أُلهم هي إحدى المبادرات الرائدة التي يقدمها مركز إثراء لمناطق الحد الحنوبي، حضر الشغف فيها بقوة، بدايةً في نجران عندما كنا خمسة متحدثين من مختلف مناطق المملكة، لتتنوع عندها الحكايا والمواقف؛ ولاسيما أن لكل شخص تجربته وحكايته الفريدة، في الواقع أنْ تعايش انعكاسَ كلماتك على الآخر، وتأثيرك فيه أمر لا يوصف". وأضاف، " لم أتخيل قط أن أقف على خشبة مسرح المفتاحة متحدثاً أمام 3000 آلاف شخص، كنت أتحدث وأنا أراقب وجوه الحاضرين الذين يتبسمون بحب، ويعيشون حزنك كما يحيّون نجاحك، اختتمت حديثي لأصل إلى منطقة الكواليس، وأنا مازلت أسمع تحايا جمهور أبها العظيم، وهذا ما سيكون عندما تُستكمل رحلة الإلهام بالمحطة القادمة في "جازان". و قدم عبدالمجيد الكناني، مقدم برنامج “لقيمات” على يوتيوب، تجربته في التقديم ودخوله في عالم الشهرة، وأوضح، " يجب أن تتعامل مع شهرتك بشجاعة في اختيارك للمحتوى الجيّد الذي يتذكرك الناس فيه مع مقاومة جميع المغريات، وأنصح الشباب بأن لا تكون الشهره بحد ذاتها غاية، بل يجب أن يُنظر لها بأنها نتيجه لما يقدّمه ليفتخر به أبناءه في المستقبل". بعد ذلك تحدث الشاب عبدالرحمن أبو مالح، مقدم بودكاست “فنجان” وأحد الفائزين بجائزة الإعلام الجديد عن مشاركته في نشر ثقافة البودكاست بالمملكة. وتم عرض مجموعة من الأفلام القصيرة، حيث يستضيف فيلم «الشجاعة في عسير» عدد من كبار السن للحديث عن قصصٍ أثّرت بمسيرة حياتهم بالإضافة إلى فيلم يعرض جماليات منطقة عسير بأسلوب بصري، وأخيراً فيلم يعرض أهم الكلمات التي قيلت عن الشجاعة تحت عنوان «اقتباسات» ، وكان على رأسها كلمة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن الشباب، حيث قال "لدينا عقليات سعودية رائعة جداً ومبهرة خاصة في جيل الشباب طاقة قوية، ثقافة عالية، إحترافية جيدة ، وقوية جداً". واختتمت الفعالية بفن العرضة الجنوبية، قدمتها فرقة "بللسمر" والتي تعتبر من أهم الفنون الشعبية بمنطقة عسير. الجدير بالذكر أن مبادرة "إثراء الحدّ الجنوبي" تقدم سلسلة متكاملة من البرامج العلمية والإثرائية التي صممت بعناية كي تنمّي جانب حب العلوم والمعرفة لدى الطلاب والطالبات في جميع المراحل الدراسية، حيث يهدف مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) من خلال مبادراته وبرامجه إلى دعم جهود المملكة للتحول إلى مجتمع المعرفة بواسطة إذكاء الشغف بالمعرفة والابتكار وتعزيز التواصل الحضاري والثقافي مع العالم.
مشاركة :