علي مراد.. في ذمة الله

  • 2/26/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

زكريا محمد | فقدت الكويت السبت الماضي أحد أبنائها البررة، الذي عمل بجد واجتهاد طوال 37 عاماً في وزارة الداخلية كأمين صندوق للانتخابات. فارقنا علي خليل مراد «أبو عبداللطيف»، الذي عمل نائبا للمدير العام للشؤون القانونية لشؤون الانتخابات، عن عمر ناهز الـ58 عاماً، فهو من مواليد حي شرق عام 1960، ومتزوج وله ولد وابنتان، وتخرج في جامعة الكويت تخصص جغرافيا عام 1983، وعمل في وزارة الداخلية منذ عام 1979 حتى تقاعده في 2016. أُطلق على المرحوم أبو عبداللطيف عدة تسميات منها «ملك الانتخابات، أمين صندوق الانتخابات، ملح الانتخابات»، وكان الصادق الصدوق مع العاملين معه والزملاء الصحافيين الذين أحبهم وبادلوه الشعور نفسه، فلم يكن يبخل على أحد بأي معلومة فيها مصلحة للوطن. حرص المرحوم على علاقاته الطيبة مع جميع المرشحين الذين كانوا يتوافدون إلى الإدارة في موقعها القديم بمنطقة الشرق أو حتى بعد انتقالها إلى الشويخ السكني لتسجيل طلبات ترشحهم، وكانت تعليماته واضحة لزملائه «الأخطاء في عملنا غير واردة». ومن حرصه، رحمه الله، أنه كان يتابع المرشحين للتأكد من صحة ترشحهم عبر الاتصال بهم للذهاب إلى المخفر لإكمال باقي المعاملة حتى يستكمل طلبه. رغم الجهد الكبير الذي كان يبذله من متابعة وتدقيق وإشراف على تسجيل المرشحين أو حتى عند إعداد صناديق الاقتراع، فقد كان يعمل بيده في وضع ما تحتاجه لجان الانتخابات من أوراق وأختام حتى لا يحدث أي خلل في يوم الانتخاب. الشيء الوحيد الذي لم يكن يفارقه طوال حياته ضحكته التي كان يستقبل بها العاملين معه والمرشحين والصحافيين وضيوفه. ويعتبر بوعبداللطيف من عشاق الديموقراطية التي رأى في الآونة الأخيرة بأنها انحرفت عن طريقها الصحيح، إضافة إلى أنه يحفظ الدستور وقانون الانتخابات والمذكرة التفسيرية واللوائح المنظمة، ويعتبر من المرجعيات القانونية. القبس التي آلمها المصاب تتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى ذوي الفقيد، سائلة المولى عز وجل أن يتغمده الله بواسع رحمته ويلهم أهله الصبر والسلوان.

مشاركة :