أنديرا مطر- بيروت| تكتسب زيارة مستشار الديوان الملكي السعودي السفير نزار العلولا الى بيروت أهمية خاصة. فهي الأولى لشخصية سعودية الى لبنان بعد البرودة التي شابت العلاقات اللبنانية السعودية عقب استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض في نوفمبر الماضي وما رافقها من ملابسات. وتأتي وسط انشغال معظم القوى السياسية بتكثيف مشاوراتها لحسم تحالفاتها الانتخابية على بعد شهرين من الاستحقاق النيابي وفي حمأة الاستعداد الحكومي لمؤتمرات الدعم الدولية للبنان. يترقب حلفاء المملكة وخصومها في لبنان مفاعيل الاطلالة السعودية الجديدة، ويكشف مصدر مطلع للقبس ان زيارة العلولا وهو المكلف بمتابعة الملف اللبناني في الخارجية السعودية متعددة الابعاد والأهداف وهي غير بعيدة عن الاستحقاق النيابي، الا ان الأولوية بالنسبة للقيادة السعودية هي إعادة تفعيل العلاقات وتنقيتها من شوائبها. ولا يستبعد المصدر «استطلاع الوفد السعودي أوضاع التحالفات الانتخابية على ضفة فريق 14 اذار مع تأكيد ان موضوع الانتخابات هو شأن لبناني داخلي». جولات العلولا على قيادات واقطاب هذا الفريق ستعكس ما اذا كان ثمة «رغبة سعودية في التدخل لتزكية بعض التحالفات، او لدعم بعض المرشحين، وما علينا سوى ترصد المشهد الانتخابي خلال أيام لنعرف التوجه السعودي الجديد»، يقول المصدر. وقد عكست المحطة السعودية تأكيدا على طي صفحة ازمة استقالة الرئيس سعد الحريري بكل شوائبها وتعقيداتها، اذ ما ان وطأت اقدام الموفد السعودي الارض اللبنانية، حتى اكد من مطار رفيق الحريري الدولي توجيه الدعوة للحريري بقوله «نعم سندعو الرئيس الحريري لزيارة السعودية بكل تأكيد». العلولا – عون وقد استهل العلولا زياراته بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون على رأس وفد قوامه القائم بالأعمال السعودي في لبنان سابقاً وليد البخاري وسفير المملكة في بيروت وليد اليعقوب، ولم يدل بأي تصريح لدى مغادرته. وأوضحت مصادر القصر الجمهوري أن رسالة شفهية من الملك سلمان بن عبدالعزيز حملها الموفد الى الرئيس اللبناني، تؤكد دعم سيادة لبنان واستقراره ومتانة العلاقات اللبنانية السعودية. من جهته أكد الرئيس عون رغبة لبنان في إقامة افضل العلاقات مع السعودية، منوهاً بوقوف المملكة الى جانب لبنان. وأشارت المعلومات المتوافرة عن اللقاء الذي لم يدم أكثر من 10 دقائق غادر اثرها العلولا من دون الادلاء بأي تصريح، الى ان الاخير أبلغ عون بأنه سيوجه دعوة الى رئيس الحكومة لزيارة المملكة. وكان البخاري قد غرد عبر حسابه الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً: «لُبنانُ عُـدْ أَمَلاً»، وهو ما يعكس الأهمية التي توليها المملكة العربية السعودية لإعادة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها. والتقى العلولا عصر امس الرئيس الحريري الذي أكد أن المحادثات مع الموفد السعودي كانت ممتازة، مشيرًا إلى أنه تلقى دعوة منه لزيارة المملكة وسيلبيها في أقرب وقت ممكن. وقال في دردشة مع الصحافيين عقب اللقاء: «السعودية هدفها الأساسي أن يكون لبنان سيد نفسه، وهي حريصة على استقلال لبنان الكامل، وسنرى كيف سنتعاون معها في شأن المؤتمرات الدولية المقبلة». الأوضاع الحدودية في سياق آخر باتت وساطة نائب وزير الخارجية الاميركية ديفيد ساترفيلد لحل لمسألة النزاع على الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل على المحك، بعد رفض لبنان المعادلة الاميركية التي حملها معه في آخر جولاته على المسوؤلين اللبنانيين، والتي تقوم على مقايضة بعض المناطق البرية التي تحتلها اسرائيل في رميش والعديسة والمطلة ومساحتها 19مليون متر مربع، مقابل حصولها على 330 كيلومترا مربعا في البحر في المنطقة اللبنانية الاقتصادية الخالصة بحسب مصدر دبلوماسي لوكالة المركزية .وتعقد مهمة الوسيط الأميركي قابله على الجانب اللبناني طرح لرئيس الجمهورية يقضي باللجوء الى محكمة دولية بإشراف الامم المتحدة، لا سيما ان هناك وثائق رسمية صادرة في العام 1923 ومودعة في الامم المتحدة، تحفظ حقوق لبنان في البر والبحر. وفي هذا الاطار أبلغ الرئيس عون وكيل الأمين العام للامم المتحدة جان بيار لاكروا، الذي زاره امس «حرص لبنان على استمرار الاستقرار والهدوء في الجنوب»، مؤكدا استعداد لبنان للدفاع عن نفسه في حال أقدمت اسرائيل على الاعتداء عليه لافتا «الى استمرار خرق اسرائيل للقرار 1701 وانتهاك الأجواء اللبنانية أثناء قصفها الأراضي السورية». من جهته شدد لاكروا، تعليقا على الوضع على الحدود الجنوبية، الى أن قائد القوات الدولية يلعب دورا في تهدئة التوتر ومنع أي حوادث يمكن أن تؤدي الى تدهور الوضع. وكان الرئيس عون قد زار قيادة الجيش في اليرزة صباح أمس وشدد على وحدة الموقف الرسمي والشعبي الداعم لجهوزية الجيش على الحدود الجنوبية لضمان حقوق لبنان.
مشاركة :