الإمارات تدعو في مؤتمر الإرهاب إلى استراتيجية شاملة للمواجهة

  • 2/27/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج» دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى استراتيجية شاملة لمواجهة التطرف والإرهاب فكرياً وثقافياً وأمنياً، لتجفيف المنابع الفكرية والثقافية، التي تغذي التطرف وتحرض على الكراهية، وتعمل على تحصين النشء والشباب، واقتلاع هذا الوباء من جذوره في البلاد العربية، والقضاء على فلول الإرهابيين الذين يتسترون بالدين ويشوهون صورة الإسلام وهو منهم ومن جرائمهم بريء.وأكد الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالدولة، خلال افتتاح المؤتمر الدولي الثامن والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، الذي بدأ أعماله أمس، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمشاركة أكثر من 200 عالم ومفكر وخبير أمني وقانوني من مختلف قارات العالم، ضرورة أن تواكب الحملات الأمنية ضد الإرهابيين، والتي تطلق في عدد من البلاد العربية حملات فكرية تفند أكاذيبهم، وتكشف أهدافهم الحقيقية، موضحا أن الإرهاب لن ينهزم إلا من خلال مواجهة الفكر الذي يحرض عليه، إلى جانب سن التشريعات القانونية، التي تحمي ثقافة التسامح والتعايش السلمي والتعددية ولفظ الفكر المتطرف والإرهابي في كل البلاد العربية، وتقف في وجه صناع الفتنة من المتطرفين والتكفيريين. وطالب الكعبي بالاستفادة في تلك التشريعات بقانون مكافحة التمييز والكراهية الإماراتي، والذي يحظر الإساءة إلى أي دين من الأديان، وحماية الحريات وصيانة المقدسات، وتجريم الإساءة إلى دور العبادة أو إتلافها أو تخريبها، وتجريم التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو الطائفة أو المذهب. وشدد الكعبي على ضرورة تعرية المتطرفين والإرهابيين فكرياً، وكشف المفاهيم الخاطئة، التي تستند إليها الحركات الإرهابية والمتطرفة، وبيان ما تحتوي عليه أفكارهم ومخططاتهم من مخالفات صريحة وواضحة، لما جاء به الإسلام من تسامح ورحمة، كما ينبغي ضبط الخطاب الديني في البلاد العربية وعدم إعطاء الفرصة للعناصر المتطرفة من تخريب عقول الشباب بأفكار مسمومة. وأكد د. علي النعيمي الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، ضرورة أن تتعاون الدول العربية والإسلامية في مواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، خاصة بعد أن أصبح الإرهاب صناعة لها من يموّلها ويدعمها لتخريب البلاد العربية والإسلامية.وثمّن النعيمي، جهود العلماء والمفكرين والدعاة في مواجهة الجماعات والتنظيمات الضالة، مؤكداً ضرورة المواجهة الفكرية لتعرية المتطرفين والتكفيريين، معتبراً ذلك من الواجبات الدينية والوطنية. وقال يجب أن يكثف العلماء والدعاة جهودهم، خاصة ونحن نعيش مرحلة «اختطاف الدين»، من قبل الجماعات المنحرفة.وأكد وزير الأوقاف المصري، الدكتور محمد مختار جمعة، أن المؤتمر يسعى إلى كشف التنظيمات الإرهابية فكرياً وتحذير الجماهير العربية من أفكارها المسمومة، مشدداً على أن المواجهة الفكرية يجب أن تتواكب مع المواجهة الأمنية وأن علماء الإسلام ودعاته يساندون الحملة العسكرية «سيناء 2018»، والتي تقوم بها أجهزة الأمن المصرية ضد التنظيمات الإرهابية في سيناء وغيرها من المحافظات للقضاء على ما تبقى من فلول الإرهابيين.وشدد وزير الأوقاف المصري على دعم العلماء والدعاة لكل الجهود الوطنية الهادفة إلى دحر الإرهابيين في مصر وكل البلاد العربية، مؤكداً أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان.وأشار إلى أن هدف هذا المؤتمر هو بحث أدوات تفكيك الفكر المتطرف قبل أن يتجه إلى العنف والدمار والخراب، الذي تقع البلاد العربية والإسلامية الآن تحت وطأته، وأدى إلى إزهاق أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء، فضلاً عن الخسائر المادية الفادحة نتيجة العمليات الإرهابية وتداعياتها في البلاد العربية. ويناقش المؤتمر أكثر من 40 دراسة شرعية وفكرية وقانونية وأمنية لمواجهة مشكلتي التطرف والإرهاب، ويشترك في المناقشات نخبة متميزة من العلماء والمفكرين والمتخصصين في مختلف جوانب ظاهرة الإرهاب، وسوف يصدر عن المؤتمر في ختام مناقشات يوم الأربعاء، «بيان القاهرة» لمواجهة الإرهاب.

مشاركة :