حصار قطر مرفوض تحت أي ذريعة

  • 2/27/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سعادة السفير د. تيسير الشنابلة ممثل جمهورية شمال قبرص التركية لدى الدولة، أن الحصار المفروض على قطر مرفوض تحت أي ذريعة، وأن القيادة الحكيمة في قطر كانت على درجة كبيرة من الحكمة والوعي لاستيعاب هذه الصدمة، وتعاملت بحكمة كبيرة لتخفيف معاناة المواطنين والمقيمين الذين لم يشعروا كثيراً بتأثيرات الحصار. وقال سعادة السفير في حوار لـ «العرب»، إن بلاده تلقت دوماً دعماً معنوياً من قطر التي تتفهم الصراع السياسي الذي تواجهه، وأضاف أن الدبلوماسية القطرية تتسم بمواقفها المتوازنة من القضايا الدولية، وأكد سعادته توافق البلدين على الارتقاء بالمبادلات التجارية خلال عامين من الآن، مشيراً إلى زيارة وفد من مسؤولي 9 جامعات قبرصية لتفعيل الشراكة مع قطر في مجال التعليم والتعليم العالي، وتفاصيل أخرى في نص الحوار التالي:بداية، هل لكم أن تقدموا لنا بطاقة تعريفية عن دولتكم التي قد لا يعرفها كثيرون في الوطن العربي؟ ¶ شمال قبرص دولة صغيرة، ومصادر الدخل محدودة، ونحن مثل قطر نعاني حصاراً اقتصادياً غير عادل، ولكننا استطعنا أن ننهض، وطورنا قطاعات مختلفة في بلادنا، بدعم من الوطن الأم تركيا، وبخاصة قطاع التعليم العالي، وشمال قبرص دولة عضو - بصفة مراقب- في منظمة مؤتمر التعاون الإسلامي، ولدينا علاقات تعاون مع معظم الدول الإسلامية. عُيّنتم سفيراً لبلادكم قبل 9 أشهر من الآن، كيف تقيّمون العلاقات الثنائية؟ ¶ قطر دولة صديقة وشقيقة في الوقت نفسه، أنا هنا منذ 9 أشهر، وأجد نفسي بين أهلي، وسبق لي القيام بزيارة عمل قصيرة للدوحة عام 2006، قبل أن أعود إليها سفيراً لبلادي، وتربطنا علاقات قوية ومتينة بدولة قطر، ونلقى هنا كل التسهيلات والتقدير المتبادل، أتقدم بالشكر لدولة قطر قيادة وحكومة وشعباً على حسن الضيافة والترحيب، ونحن في طور تطوير علاقاتنا الثنائية في شتى المجالات. ما تقييمكم لموقف قطر من القضية القبرصية، وصراعكم السياسي مع قبرص اليونانية؟ ¶ في الحقيقة، نحن نلقى دعماً وتفهماً من أشقائنا في قطر لقضيتنا الوطنية، حيث تعد قطر من أهم الدول التي تدعمنا معنوياً، وتتفهم الصراع السياسي الذي نعيشه في شمال قبرص، وقطر، كما عودتنا دوماً تتخذ مواقف دبلوماسية متوازنة من القضايا الدولية، وتمنح الجميع فرصة التعبير عن مواقفه. لديكم مكتب تمثيلي تجاري في الدوحة، فكيف هو الحال في باقي دول العالم العربي والإسلامي؟ ¶ لدينا 26 مكتباً تمثيلياً حول العالم، منها 10 مكاتب في الدول الأوروبية، ومكتب في نيويورك وآخر في واشنطن، ومكاتب تمثيلية في دول مجلس التعاون الخليجي، ماعدا المملكة العربية السعودية، وفي باكستان وأذربيجان ودول أخرى. ولم لا تعترف بدولتكم غير تركيا؟ ¶ نحن القبارصة الأتراك لا نطالب الآن بالاعتراف السياسي، في ظل استمرار المفاوضات، وإيماننا بضرورة وجود طريقة لحل القضية، ونحن متمسكون بوحدة قبرص التركية واليونانية، لكن ليس إلى ما لا نهاية. هل ترقى العلاقات الاقتصادية مع قطر إلى مستوى التفاهم السياسي؟ ¶ نسعى لتطوير العلاقات في مجال التجارة والصناعة والتبادل التجاري، لأنه حالياً ليس هناك تبادل تجاري يذكر، لأننا بصدد تطوير العلاقات بين البلدين، وهناك رغبة متبادلة مع الأشقاء في قطر لتحقيق ذلك، وسنعمل على تفعيل العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية وترقيتها خلال عام أو عامين، لنصل إلى تبادل تجاري يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية. ما الفرص الاستثمارية التي توفرها بلادكم؟ ¶ الاستثمار مجال مهم جداً، ويجب الإعداد له، وشمال قبرص من الدول الفتية والناهضة، وهناك مجالات للاستثمار في مجالات عديدة، خاصة العقاري، حيث ما تزال أسعاره متواضعة مقارنة بدول مجاورة لنا، وهناك تسهيلات كبيرة جداً تقدمها حكومتنا للمستثمرين الأجانب، تشمل إعفاء من الضرائب لفترات طويلة، وتأجير مساحات واسعة من الأراضي لمدة 49 عاماً، أو بحسب الاتفاق، مقابل مبالغ زهيدة، وتسهيلات في تسجيل الشركات الأجنبية وإجراءات عملها واستخدام الموظفين المحليين والأجانب، وتسهيلات كثيرة أخرى، كما أن هناك فرصاً للاستثمار في مجالات السياحة، بحكم أن بلادنا تمتلك الشواطئ الأنظف في العالم، وبنية تحتية جيدة جداً، وحوالي 18 فندقاً من صنف 5 نجوم في شمال قبرص، وهذا يغري للاستثمار في مجال السياحة، وقد استقبلنا العام الماضي مليون سائح من دول عربية وروسيا وأوروبا ومناطق مختلفة من العالم. وهناك مجالات سيفتح فيها مجال الاستثمار في المستقبل القريب، وفي مقدمتها قطاع الزراعة الواعد، حيث كانت بلادنا تعاني سابقاً من نقص المياه العذبة، وقبل سنة من الآن، مدت تركيا خط أنابيب تحت البحر نحو قبرص الشمال، وهو أول مشروع من نوعه في العالم لمسافة تمتد لأكثر من 80 كيلومتراً، وجزء من تلك المياه نوجهه للزراعة. تمتلكون جامعات معتمدة دولياً، فكيف نجحتم في تحقيق ذلك؟ ¶ أصبحت قبرص الشمال التركية من أهم مراكز التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وشرق أوروبا، وقد بدأنا بـ 5 جامعات فقط عام 2003، وأسسنا اتحاد جامعات شمال قبرص، وانطلقنا خارج جزيرة قبرص للتعريف بجامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية، واعتمدنا المعايير الدولية، وأصبحت لدينا اليوم 16 جامعة حاصلة على الاعتماد الدولي، تدرس نحو 120 برنامجاً تعليمياً في معظم التخصصات العالمية، ويدرس بجامعاتنا أكثر من 100 ألف طالب، منهم 35 ألف طالب من 120 جنسية مختلفة، علماً أن الكثافة السكانية لا تتجاوز 300 ألف نسمة. كما تدرس بجامعتنا كوادر تعليمية من أكثر من 70 جنسية مختلفة، رغم الحصار المفروض علينا. هل لديكم طلاب من قطر ودول عربية؟ ¶ لدينا أكثر من 130 ألف خريج من جامعاتنا منتشرين عبر العالم، بينهم عشرات الخريجين من قطر، ومنهم من واصل تعليمه في جامعات أميركية وأوروبية راقية، وآخرون التحقوا بمناصب عليا، خاصة في دول الخليج العربي، بينهم وزير الاتصالات الفلسطيني الدكتور علام موسى خريج جامعة قبرص، وآخرون. ما توجهكم للتعاون العلمي مع قطر؟ ¶ لأول مرة يزور الدوحة خلال الأسبوع الحالي وفد يضم 10 مسؤولين ممثلين عن 9 جامعات قبرصية للقيام بزيارة لعدد من المدارس بدولة قطر، وترتيب لقاء مع وزارة التعليم والتعليم العالي، ودراسة فرص تبادل البعثات الدراسية والتعاون بين الجامعات في كلا البلدين، كما سبق لوزير خارجيتنا في زيارته للدوحة العام الماضي أن تحادث مع المسؤولين القطريين بضرورة تطوير الشراكة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وتبادل الخبرات العلمية، وتبادل الطلاب بين البلدين، خاصة وأن بلادنا تقدم منحاً دراسية لأكثر من 200 طالب من دول مختلفة يدرسون على نفقة حكومتنا، وسنحث رجال الأعمال القبارصة المستثمرين في مجال التعليم في بلادنا على التفكير في الاستثمار في قطر مستقبلاً. ماذا عن تطوير التعاون في المجال السياحي بين البلدين؟ ¶ بدأنا التواصل مع رجال أعمال قطريين في مجال السياحة، وأقمنا علاقات تواصل بينهم وبين رجال أعمال قبارصة، تمهيداً لشراكات أقوى، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة، لنصل إلى حركة سياحية متبادلة بين البلدين، علماً أن السياح القطريين لا يحتاجون تأشيرة لزيارة بلادنا. تحدثتم عن الحصار الذي تواجهه بلادكم، فما تعليقكم على الحصار المفروض على قطر؟ ¶ الحصار مرفوض تحت أي ذريعة، لأن حصار شعب في قوته وحياته الاجتماعية أمر غير عادل، بغض النظر عن الأسباب، والحصار على قطر له تداعيات إنسانية كثيرة من فصل العائلات وحرمان الطلاب من استكمال تعليمهم. وكيف تقيّمون تعامل الدبلوماسية القطرية مع الحصار؟ ¶ القيادة القطرية كانت على درجة كبيرة من الحكمة والوعي لاستيعاب الصدمة الأولى، وتم التعامل بحكمة كبيرة لتخفيف المعاناة، وأستطيع القول إن المواطنين والمقيمين لم يشعروا كثيراً بتأثيرات الحصار، وقد وصلت الدوحة قبل شهرين تقريباً من بدء الحصار. وكيف ترون أفق حل الأزمة؟ ¶ أعتقد أنه على الجميع أن يلعب دوراً جوهرياً في تقريب وجهات النظر، لأن ما يحدث هو خلاف بين الأشقاء، ولا بد أن يزول في يوم من الأيام، ولا ينبغي أخذ موقف أو التخندق، وأرى أن الكثير من المؤسسات الدولية لم تقم بواجبها كما ينبغي بالتدخل لحل الأزمة. تمسّكنا بوحدة قبرص.. ليس إلى ما لا نهاية قال سعادة السفير د. تيسير الشنابلة ممثل جمهورية شمال قبرص التركية لدى الدولة، إن بلاده «تفاوض القبارصة اليونانيين منذ 50 عاماً، وكانت المفاوضات دائماً تدور حول حلقة مفرغة للأسف»، ونوّه إلى أنه خلال العام الماضي كانت هناك محاولات جدية، والجميع كان متأملاً التوصل إلى حل، لكن في اللحظات الأخير تراجع القبارصة اليونانيون، كما عودونا دوماً، وتصلبوا في مواقفهم، والمشكلة الرئيسية أن القبارصة اليونانيين هم أصل الدولة والقبارصة الأتراك أقلية، وهذا مناف لروح دستور 1960 الذي يقوم الشراكة السياسية، كما يرفض القبارصة اليونانيون حق الضمان لتركيا كما هو منصوص عليه في الاتفاقيات الدولية، وهو أمر غير ممكن، وفي ظل هذه الشروط لا يمكن الوصول إلى حل شامل وعادل. وعن سؤال حول مدى تمسك قبرص الشمال بالوحدة، قال سعادته: نحن لسنا ضد المفاوضات، ولكن لا نقبل الاستمرار في مفاوضات عبثية إلى ما لا نهاية، وبعد فشل محادثات كران مونتانا بسويسرا في يوليو الماضي، توقفت المحادثات، والآن هناك تحركات لإعادة النظر في إمكانية المفاوضات مجدداً، ونحن نقول إن المفاوضات يجب أن تضمن الشراكة السياسية للقبارصة الأتراك واليونانيين على حد سواء.;

مشاركة :