لم يقف طموح فاطمة محمد طاهر يوماً عند حد الوظيفة، إذ أثبتت قدرتها على اختراق عالم الابتكارات لتتمكن بفضل دعم القيادة الرشيدة لها من إعلاء اسم دولتها بين الأمم. حيث قادها شغفها إلى دراسة البرمجة خاصة برمجة الصور، وانطلاقاً من اهتمامها بالقضايا الإنسانية ابتكرت نظاما ذكياً، يساعد على الكشف المبكر عن سرطان الرئة، بناء على تحليل صور البصاق الملونة، وسيسهم في تغيير خريطة هذا المرض على مستوى العالم، فضلاً عن تقديم حلول تنقذ أرواحاً بشرية وتعيد لهم الأمل. الدكتورة فاطمة طاهر الأكاديمية بجامعة زايد، التي تعتبر أول مواطنة تحصل على درجة الدكتوراه في تخصص الهندسة من جامعة إماراتية في الدولة، سيسهم ابتكارها الذي تسعى به إلى خدمة مجتمعها وإنقاذ حياة المرضى من المصابين بمرض سرطان الرئة، في اكتشاف الإصابة بمرض سرطان الرئة مبكراً، بأقل كلفة وأكثر كفاءة من بين الوسائل التي لا تعتمد على التدخل الجراحي. وتركز الدكتورة فاطمة في بحوثها العلمية على مجال معالجة الصور، ويعمل النظام الذكي الذي ابتكرته على تقليل معدل النتائج الخاطئة، ويزيد معدل القراءات الصحيحة قدر الإمكان، ما يسهم في الحد من معدلات الوفيات الناتجة عن سرطان الرئة، الأمر الذي سيشكل دعماً كبيراً لعلماء الأمراض، ويتيح لهم التعامل مع كميات أكبر من البيانات والكشف عن عدد أكبر من الحالات. مؤسسات مرموقة ركزت فاطمة في ابتكارها على جوانب هندسية، وزارت العديد من المؤسسات العالمية المرموقة المتخصصة في بحوث ودراسات متعلقة بهذا الأمر، منها جامعة بريستول البريطانية للمشاركة في بحوث مماثلة تجرى هناك. إضافة إلى أنها تحدثت في عدد من المؤتمرات العالمية، بما في ذلك مؤتمر معهد التكنولوجيا والهندسة في العاصمة البريطانية لندن، والمؤتمر الدولي لمعالجة الصور في ولاية فلوريدا الأميركية ومؤتمر معهد المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين العالمي للإلكترونيات والدوائر والأنظمة الذي عقد في إسبانيا، بالإضافة إلى العديد من المؤتمرات الدولية الأخرى، التي عقدت في الدولة. وتلقت الدكتورة فاطمة عدداً من الجوائز عن بحثها بما في ذلك جائزة أفضل بحث دكتوراه متميز في يوم القيادة بجامعة خليفة، وجائزة أفضل بحث في المؤتمر الدولي لتكنولوجيا المعلومات في أبوظبي. وجائزة أفضل عمل بحثي وأفضل بحث دكتوراه في المؤتمر العالمي العشرين لمعهد المهندسين الكهربائيين، والإلكترونيين للإلكترونيات والدوائر والأنظمة، وأخيراً جائزة برنامج زمالة لوريال- اليونيسكو من أجل المرأة في العالم 2017، تكريماً لمساهمتها في مجالات العلوم وأعمالهن البحثية المتميزة. ونشرت الدكتورة فاطمة، التي تعمل كذلك في تشخيص مرض التوحد،14 ورقة بحثية مستوحاة من بحثها في مجلات علمية ومؤتمرات دولية متعددة، كما استفادت من برنامج «الشيخ محمد بن زايد لمنح الدراسات العليا للمواطنين» (بحوث)، التي تقدم للطلبة المواطنين الراغبين في متابعة دراسة الماجستير والدكتوراه في الهندسة في جامعة خليفة.