رفعت وزارة الشؤون البلدية والقروية درجة تحذيراتها لأربع أمانات في المملكة، مطالبة بوقف ارتفاع حالات الإصابة بمرض «حمى الضنك» في تلك المدن. وكشفت مصادر مطلعة لـ«الحياة» عن تشديد الوزارة على أهمية تظافر الجهود بين الجهات المعنية في الدولة للحد من انتشار المرض في هذه المدن، ومنع وصوله إلى بقية مناطق المملكة، وخصوصاً المناطق التي يكثر فيها البعوض الناقل للمرض (الإيديس إيجبتاي). وأوضحت المصادر أن الأمانات الأربع، التي تركز عليها الوزارة، هي: جازان، ومكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة، لافتة إلى أهمية تطبيق لائحة الغرامات والجزاءات البلدية «بكل حزم وفي الحد الأعلى على المباني التي ماتزال قيد الإنشاء، عند وجود بؤر أو تخزين أو مياه مكشوفة فيها، وتطبيق لائحة الغرامات والجزاءات البلدية على المنشآت التي تتسرب منها المياه، التجارية والسكنية». وكانت أمانة محافظة جدة نظمت ورشة عمل أخيراً، بمسمى: «مراجعة وتقويم البرامج والخطط الخاصة بمكافحة حمى الضنك»، بمشاركة جهات معنية، بينها: الشؤون الصحية في كل من مكة وجدة وجازان، وكذلك الإدارة العامة للزراعة في منطقة مكة المكرمة، وأمانتي العاصمة المقدسة وجازان، ووزارة الصحة، لمناقشة التحديات والمشكلات التي تواجه اللجان التنفيذية والفنية في هذه القطاعات والمناطق، وكذلك توحيد المبيدات الخاصة في الصحة العامة، وتوحيد مؤشرات قياس الأعمال الخاصة بالمكافحة. وتخللت الورشة جلسات ونقاشات طوال ثماني ساعات. فيما أبرمت أمانة العاصمة المقدسة أخيراً، عقداً مع إحدى المؤسسات المتخصصة لتنفيذ مشروع عملية المكافحة المنزلية للبعوض الناقل لحمى الضنك داخل المنازل، في مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، والقرى التابعة لها، بقيمة فاقت 120 مليون ريال، ومدته ثلاث سنوات. ويأتي ذلك ضمن خطة الأمانة، التي تهدف من خلالها إلى الارتقاء بمستوى الخدمات، والعمل على تطوير الأعمال الخاصة بالأصحاح البيئي والنظافة العامة وإيجاد أفضل الحلول لتلافي أضرار الحشرات والقضاء عليها بطرق علمية، في حين وقعت الأمانة عقداً لمشروع المكافحة الشاملة لآفات الصحة العامة في مكة المكرمة مدة شهر، وبلغت القيمة الإجمالية للعقد 962 ألف ريال. إلى ذلك، نفذت شركة المياه الوطنية، في محافظة جدة، المرحلة الأولى من مشاريع برنامجها التشغيلي لرفع كفاءة شبكات الصرف الصحي القديمة؛ بتشغيلها مشروعين جديدين إضافيين لرفع وتحسين خدمات الشركة البيئية لعملائها في حيي غليل والبغدادية، إضافة إلى ما تم استكماله، خلال الأشهر الأربعة الماضية في أحياء السبيل، والشرفية، والهنداوية، والحمراء. وأوضح المدير العام لخدمات المياه بمنطقة مكة المكرمة المهندس محمد الغامدي أن البرنامج يهدف إلى رفع كفاءة الشبكات في أكثر الأحياء تضرراً من طفوح الصرف الصحي؛ لافتاً إلى أن الشبكات القائمة «قديمة وتصاميمها وسعاتها لا تتلاءم مع الكثافة السكانية والبناء العمراني في هذه الأحياء». وبينّ الغامدي أن البرنامج استهدف في أولى مراحله أحياء غليل وأجزاء من البغدادية، والسبيل، والشرفية، والحمراء والهنداوية، بناءً على قاعدة بيانات الطفوح والمسوح الميدانية والشكاوى الواردة من العملاء، لافتاً إلى أنهم دعموا خطوط الصرف الصحي القائمة وتم ربطها بمناهل الصرف الصحي والأنفاق الجديدة الضخمة المنفذة جنوب المحافظة، إضافة إلى إنشاء خطوط الطرد الجديدة لتصريف مياه الصرف الصحي وتوصيلها مباشرة بمحطات الرفع والأنفاق. وأضاف: «يجري العمل حالياً على تصميم وتنفيذ مجموعة من الحلول لرفع كفاءة الشبكة التشغيلية، وعمل المنظومة التي ستستفيد منها أحياء أخرى، مثل المنطقة التاريخية، وبترومين، والقريات، ومدائن الفهد، والوزيرية، وذلك خلال المرحلة الثانية من البرنامج في عام 2018». من جهته، أوضح مدير وحدة أعمال مدينة جدة المهندس محمد الزهراني أن المشاريع المنفذة أسهمت بشكل كبير في رفع المعاناة عن المواطنين، وإيقاف الطفوح داخل هذه الأحياء، والسيطرة على المنسوب المرتفع في الشبكة، والاستغناء عن عمليات النزح اليومي بالصهاريج، إضافة إلى انخفاض معدلات بلاغات طفوح الصرف الصحي بنسب عالية، قاربت 80 في المئة من الأحياء المستهدفة في هذه المرحلة، ما ساعد في خفض بلاغات الطفوح بنسبة 20 في المئة في محافظة جدة، خلال الأشهر الستة الماضية. وأبان أن هذه المشاريع نُفذت في وقت «قياسي» لم يتجاوز ستة أشهر فقط من تعميد المقاولين.
مشاركة :