الولايات المتحدة لن تستطيع منافسة السعودية في صدارة سوق النفط العالمية

  • 10/28/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يرى مختصون نفطيون أن الولايات المتحدة لن تستطيع منافسة السعودية في صدارة سوق النفط العالمية نظرا لعوامل عدة أبرزها تكلفة الإنتاج. وقالوا، إن السعودية تقوم بدور إيجابي للحفاظ على استقرار سوق النفط العالمية عبر ضمان إمدادات كافية للأسواق مغلبة بذلك مصالح بقية دول العالم على مصالحها بالرغم من انخفاض الأسعار حاليا. وقال لـ"الاقتصادية" حبيب العلوي مدير معرض الشرق الأوسط لفرص الاستثمار في النفط والغاز في البحرين، إن أمريكا لن تكون منافسا للسعودية لقيادة أسواق النفط طالما أن تكلفة إنتاج النفط التقليدي لا تتعدى عشرة دولارات للبرميل في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف العلوي "انخفاض أسعار النفط لا يعد أمرا مقلقا بالنسبة لدول المنطقة". وتكلفة إنتاج البرميل الواحد من الزيت الصخري في حدود 75 دولارا، وحينما تكون الأسعار عند 80 دولارا يصعب أن تنافس أمريكا السعودية وبقية دول الخليج التي لا تتعدى تكلفة إنتاج البرميل الواحد لديها أربعة دولارات؛ كما يقول العلوي. وقال، إن الطفرة التي حدثت في إنتاج الزيت الصخري جاءت بسبب بلوغ الأسعار إلى 120 دولارا، فأصبح هناك جدوى اقتصادية من إنتاجه، أما الآن فإن هذا النمو في إنتاج الزيت الصخري سيتوقف إذا ما وصلت الأسعار دون 80 دولارا. وتابع "أسعار النفط حتى لو بلغت 40 دولارا للبرميل فإن إنتاجه يبقى مجديا اقتصاديا، بينما إنتاج أمريكا من النفط الصخري سيخرج من السوق إذا نزل سعر البرميل تحت 80 دولارا". وإنتاج الولايات المتحدة من النفط التقليدي مكلف أيضا ولا يقارن بمنطقة الشرق الأوسط التي تعد الوحيدة في العالم التي لا تزال تكلفة الإنتاج فيها لا تتعدى عشرة دولارات. وقال، "دول المنطقة يمكن أن تمتص صدمة الأسعار حتى 40 دولارا بالرغم من تأثير ذلك على تقليص حجم الإنفاق الحكومي على مشاريع البنى التحتية، وتأثير ذلك بالتالي على دخل الفرد الخليجي". وقال لـ"الاقتصادية" حجاج بوخضور، المحلل النفطي الكويتي، إن السعودية لا تفرض أسعارا معينة للبرميل بنفسها، بل ترجحها وتجعلها مستقرة من خلال منظمة "أوبك"، في حين تسعى أمريكا من خلال سياساتها النقدية والتجارية لصنع أسعار تحقق مصلحتها الاقتصادية بالتنافس مع منافسيها التجاريين كالصين واليابان ودول الاتحاد الأوروبي. وأضاف "السعودية لا تتدخل في توجيه السوق النفطية وأسعارها بشكل مباشر لأغراض سياسية". وتستهلك أمريكا 19 مليون برميل يوميا عندما تكون أوضاعها الاقتصادية جيدة، وقد سجلت في وقت سابق مستويات وصلت إلى 23 مليون برميل في اليوم. وتنتج الولايات المتحدة حاليا من النفط التقليدي ستة ملايين برميل يوميا، وثلاثة ملايين برميل في اليوم من النفط غير التقليدي (الصخري). وقال بوخضور، "إنتاج أمريكا الحالي من النفط يغطي نصف استهلاكها، ما يعني أنها في حاجة لاستيراد قرابة النصف لتغطية حجم استهلاكها اليومي". وتابع: "في حين تصدر السعودية قرابة 9 ملايين برميل في اليوم، تستورد أمريكا ذات الكمية من النفط، وهنا تبرز حقيقة أن السعودية تعد أكبر دول مصدرة للنفط في حين إن أمريكا تعد أكبر دولة مستوردة ومستهلكة للنفط". وستنافس الصين أمريكا في استيراد النفط خلال السنوات المقبلة بل هي مرشحة لأن تكون أكبر دولة مستورد للنفط في العالم، حيث تستهلك الصين حاليا في حدود سبعة ملايين برميل. وذكر بوخضور أن السعودية استطاعت بفضل سياستها النفطية الحكمية منع فوضى اقتصادية عالمية كان يخطط لها من بعض الأقطاب الدولية، لدفع أسعار النفط لمستويات تتعدى 140 دولار للبرميل. واعتبر أداء السوق حاليا وانخفاض الأسعار "نتيجة سياسة أمريكية، بحيث تجعل هناك هامشا لمستويات الأسعار حتى تستطيع امتصاص أي تأثيرات ونتائج سالبة للحرب على الإرهاب و"داعش"، قد تدفع الأسعار للارتفاع لمستويات عالية تضر بمصالحها الاقتصادية". وقال "كان لا بد قبل البدء في الحملة الدولية ضد "داعش" العمل على خفض الأسعار للمستويات الحالية بما يعادل انخفاض 28 دولارا للبرميل أي في حدود 30 في المائة". وقال، "انخفاض أسعار لهذه المستويات أفشل هذا المخطط الإرهابي الذي هدف إلى رفع الأسعار، وخلق فوضى اقتصادية تضر بمصالح الدول الصناعية والدول المنتجة". وأكد أن السعودية "من خلال سياستها النفطية والدبلوماسية الحكمية استطاعت تحييد أسعار النفط عن التغيرات الجيوسياسية ". وذكر أن دور المملكة يرسم التجارة النفطية لمصلحة المنطقة والاقتصاد العالمي لكن لا يتدخل في توجيه الأسعار، بل في استقرارها.

مشاركة :